بوليفيا: زعيم معارض يدعو لحرب أهلية في البلاد

TT

ليما ـ د.ب.أ: دعا الزعيم البوليفي فيليب كويسيب، وهو من السكان الاصليين في البلاد إلى حرب أهلية، وذلك بعد يوم من تحذير رئيس بوليفيا كارلوس ميسا من أن البلاد على شفا حرب أهلية.

وقال كويسيب «يجب أن تكون هناك حرب مهما كان الثمن». وأضاف «أن حربا وبهذه الطريقة، سنرى بعدها من يحكم البلاد». وتابع قائلا «أصبحنا بصدد صراع عرقي بين البيض وسكان البلد الاصليين. لقد حان الوقت لنا لتولي السلطة السياسية. ويتعين على الغزاة أن يتركوا بلادنا».

ويرأس كويسيب، وهو مقاتل حرب عصابات سابق، حزبا للسكان الاصليين، كما انه أحد المنظمين الرئيسيين للاحتجاجات الاخيرة في الشوارع، التي أثارها المزارعون والعمال في غرب بوليفيا، وأدت إلى شل الحركة في البلاد.

وكويسيب على خلاف مع زعيم منتجي الكوكا إيفو موراليس الذي اتخذ موقفا أكثر اعتدالا في الاضطرابات التي أفرزتها التوترات الطبقية والعرقية بين السكان الاصليين الفقراء والسكان الاثرياء المتحدرين من أصول أوروبية.

ووسط هذا التصعيد الخطير، يسعى البرلمان البوليفي، الذي يضم 157 عضوا في مجلسي الشيوخ والنواب، الى احتواء الازمة في مدينة سوكر جنوب شرق البلاد، ليبحث في الوضع بعد استقالة الرئيس كارلوس ميسا في بلد على وشك الانفجار بسبب تعبئة انصار تأميم قطاع الغاز.

ومن ابرز النقاط التي يبحثها البرلمان، تعيين رئيس خلفا لميسا، الذي اعلن استقالته الاثنين. ويفترض ان يعين رئيس مجلس الشيوخ خورماندو فاكا دياث، الذي يشغل منصب نائب الرئيس ايضا، رئيسا للبلاد، لكن عددا من السياسيين والقادة الاجتماعيين، وعلى رأسهم ميسا طلبوا منه التخلي عن هذا المنصب لتمهيد الطريق امام الدعوة الى انتخابات مبكرة.

وحسب الدستور تنتقل الرئاسة الى فاكا دياث، وفي حال رفضه الى رئيس مجلس النواب ماريو كاسيو ثم رئيس المحكمة العليا ادواردو رودريغيز، الذي يملك وحده صلاحية الدعوة الى انتخابات مبكرة، شرط ان يستقيل فاكا دياث وكوسيو مسبقا. وقال النائب الليبرالي لويس ادواردو سيليس «سنجتمع ونتخذ قرارات لتجنب انقسام بوليفيا». وقد دعا احد قادة المعارضة ايفو موراليس المزارعين الى منع انعقاد جلسة البرلمان في سوكر، مؤكدا ان المعارضة ستعزز حركة اغلاق الطرق حول العاصمة الدستورية للبلاد، التي شهدت تأسيس الجمهورية منذ 180 عاما. وعزز مؤيدو تأميم الغاز التعبئة الاربعاء باحتلالهم سبعة حقول للنفط والغاز في شرق البلاد.

من جهتها، شكلت الحركات الاجتماعية مجلسا شعبيا «لمواجهة الفراغ في السلطة». وقال زعيم الاتحاد العمالي البوليفي خايمي سولاريس ان «سلطة الشعب ستواجه السلطة الموازية للشركات المتعددة الجنسيات والسفارة الاميركية والنخبة الحاكمة». وتشهد بوليفيا ازمة خطيرة منذ اكثر من عشرين يوما، جرت خلالها تظاهرات واغلاق طرق، يقوم بها مزارعون وسكان اصليون ومدرسون وعمال مناجم ونقابيون في الاقاليم الفقيرة في الهضاب الواقعة غرب البلاد. وتملك بوليفيا ثاني احتياطي للغاز (1.5 مليار متر مكعب) في اميركا الجنوبية بعد فنزويلا.