رفسنجاني يطالب أميركا بالإفراج عن الأموال الإيرانية لفتح طريق المفاوضات

جنتي يدعو إلى إقبال كبير على التصويت في الانتخابات

TT

قال الرئيس الإيراني السابق والمرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايران، أكبر هاشمي رفسنجاني، ان «من المنطقي» ان تعمل طهران وواشنطن على تسوية العداوة بينهما التي استمرت ربع قرن. كما حض الأميركيين على الإفراج عن الأموال الايرانية التي جمدوها.

واوضح رفسنجاني، الذي كان يتحدث من منزله في شمال طهران، «أن الولايات المتحدة هي الدولة الأهم في العالم، وايران هي الدولة الاهم في المنطقة، ومن المنطقي ان تسويا مشاكلهما». واضاف «اذا ما تخلى الاميركيون عن عدائهم واظهروا حسن النية، فان الطريق سيكون مفتوحا للمفاوضات». واكد ان «المؤشر الجيد» في هذا السياق هو الإفراج عن الاموال الايرانية التي صادرتها الولايات المتحدة غداة الثورة الاسلامية عام 1979 والتي قدرها رفسنجاني بأكثر من ثمانية مليارات دولار. وأعلن رفسنجاني ان «مثل هذه البادرة ستؤكد ان الأميركيين جادون ويريدون العمل». وردا على سؤال عما يمكن ان يقوم به الايرانيون لإقناع واشنطن للقيام بهذه البادرة، قال رفسنجاني ان على الاميركيين انفسهم ان يكونوا البادئين وليس الايرانيين. وحول عودة دبلوماسيي البلدين من دون شروط لبحث معاودة الحوار، رفض رفسنجاني الإدلاء بأي رأي، قائلا «اكتفي بما قلت. انها فكرة جديدة لم نناقشها بعد (..) واذا ما اردنا ان نكون واقعيين، فان الحل هو ما اوضحت». يشار الى ان الرئيس السابق المعروف بانه من المحافظين البراغماتيين وضع العلاقات المقطوعة بين بلاده والولايات المتحدة منذ عام 1980 في صلب حملته الانتخابية. وعلى الرغم من ان الرئيس الأميركي جورج بوش جعل من ايران احدى دول ما وصفه بـ«محور الشر»، وعلى الرغم من ان رفسنجاني اعتبر بوش «ديناصورا له دماغ عصفور»، فان الرئيس الايراني السابق ما زال يرى الحوار ممكنا مع الادارة الاميركية الحالية. وهو في هذا الاطار يؤكد «انا لا أفرق بين الحكومات الأميركية».

الى ذلك، حث رجل الدين الايراني المحافظ آية الله أحمد جنتي الايرانيين على الخروج بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الاسبوع القادم، محذرا من ان ضعف الاقبال على التصويت سيمثل هزيمة للجمهورية الايرانية. وأحجم جنتي عن اعلان تأييده لاي من المرشحين الثمانية الذين يتنافسون على الرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 17 يونيو (حزيران) الحالي، لكنه دعا المواطنين الى تحدي «أعداء» ايران بضمان الإقبال بشدة على صناديق الاقتراع. وقال جنتي للمصلين في خطبة الجمعة أمس في جامعة طهران ان «هيبة الجمهورية تعتمد على أصواتكم. ان من واجبنا الديني والسياسي ان ندلي بأصواتنا. أصواتكم ستعزز من قوة البلاد». وتحاول المؤسسة الدينية وضع حد للامبالاة والاستياء بين الناخبين، خاصة الشباب منهم والناجم عن بطء الاصلاحات التي قام بها الرئيس محمد خاتمي منذ انتصاره الساحق في الانتخابات عامي 1997 و2001. ولا يحق لخاتمي الترشيح لفترة ثالثة على التوالي بموجب الدستور الايراني. ويبلغ عدد سكان ايران 67 مليون نسمة; نصفهم تحت سن الخامسة والعشرين ويسمح للتصويت اعتبارا من سن 15 عاما. لكن الكثير من الناخبين اشاروا الى انهم لن يشاركوا في العملية الانتخابية. وقال جنتي، مشيرا للولايات المتحدة، ان أعداء ايران يحاولون تثبيط همة الناخبين الايرانيين من خلال «إمطارهم بدعاية عدائية» تهدف الى التشكيك في شرعية الدولة الاسلامية. واضاف جنتي «اذا أردتم ان تثيروا الغضب الأميركي فعليكم الاصطفاف في طوابير أمام مراكز التصويت». وتتهم واشنطن طهران برعاية «الإرهاب» ومحاولة تطوير اسلحة نووية. وتنفي ايران تلك الاتهامات. وقال جنتي في كلمة بثتها وسائل الإعلام الرسمية على الهواء «أدلوا بأصواتكم لأن كل صوت يعني الموت لاميركا». وقاطع جموع المصلين الكلمة مرددين عبارة «الموت لأميركا». ويتنافس في الانتخابات ثمانية مرشحين; بينهم خمسة من المحافظين وثلاثة من الإصلاحيين. ويعد رفسنجاني الذي يسعى لاستعادة المنصب الذي شغله في الفترة من 1989 الى 1997 أكثر المرشحين المحافظين اعتدالا. ويتصدر رفسنجاني قائمة استطلاعات الرأي لكنه ما زال بعيدا عن النسبة المطلوبة لتجنب خوض جولة ثانية، وهي 50 في المائة. ويأتي في المركز الثاني قائد الشرطة السابق محمد باقر قاليباف. ومن بين اللافتات الكبيرة التي شوهدت خلال صلاة الجمعة لافتة تقول «الايرانيون سيتوجهون الى صناديق الاقتراع رغم المؤامرات الاميركية». ويدرك جميع المرشحين الثمانية أهمية استرضاء الناخبين الشبان، ولهذا فهم يتعهدون في حملاتهم الانتخابية بتوفير المزيد من فرص العمل وتخفيف القيود الاجتماعية. لكن بعض الناس ما زالوا متشككين. وقال شاب يدعى ماهين، 25 عاما، وهو من بين الكثير من الشبان الذين ينوون مقاطعة الانتخابات «لماذا يتعين أن أدلي بصوتي علما بأن كل صوت يعني التوصيت لصالح حكم رجال الدين».