الجيش الموريتاني يقدم «أدلة» على تورط «السلفية» في الهجوم على ثكنته.. ويحدد هوية مدبره

TT

قدمت قيادة أركان الجيش الموريتاني، الليلة قبل الماضية، أمام الصحافيين «أدلة قاطعة» تثبت تورط «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية في الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية السبت الماضي، وأسفر عن سقوط 15 قتيلا و17 جريحا.

واكدت قيادة الأركان أن مدبر الاعتداء هو خالد أبو العباس، أحد القيادات البارزة في «الجماعة السلفية»، وهو مكلف بنقل السلاح من صحراء الساحل الأفريقي إلى «الجماعة السلفية» في شمال الجزائر. وعرض الناطق باسم قيادة الأركان العقيد عليون ولد محمد، اول من امس امام صحافيين صور شاحنة من نوع «مان» مصنوعة بالجزائر تركها المهاجمون بعد قتل الجنود الموريتانيين. وأظهر نفس المصدر وثيقة تسجيل الشاحنة، وهي مسجلة باسم مختار بلمختار الملقب «الأعور» والذي يشتهر في صفوف المسلحين باسم خالد أبو العباس. ويشار الى ان بلمختار مكلف الإشراف على نشاطات «الجماعة السلفية» في جنوب الجزائر.

وخلف المهاجمون وراءهم، حسب العقيد عليون، جثتي قائدين في الجماعة، هما عبد الخديم، مختص في المتفجرات أصيب في عينيه وعبد العزيز وهو طبيب جراح. وأوضح العقيد الموريتاني أن الرجلين «معروفان بكونهما لصيقين بالأعور، حيث لم يفترقا عنه أبدا وفي العادة لا يشارك الثلاثة في المعارك، وهذا دليل على أنه (الأعور) قاد العملية شخصيا». وأضاف الناطق باسم قيادة أركان الجيش الموريتاني، أن المعتدين ينتمون لكتيبتي «أبو الحفظ» و«أبو الحارث»، وهما من أبرز عناصر مجموعة بلمختار.

وافادت قيادة الأركان بانها تأكدت من صحة بيان «الجماعة السلفية» الذي تبنى الهجوم، بفضل تحريات مصالح الأمن وليس فقط من خلال الختم الذي يظهر عليه. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر عسكرية، أن منفذي الهجوم ما زالوا في حالة فرار، وأن البحث عنهم جار «على جميع الجبهات».

والتحق مختار بلمختار (عمره 33 سنة وولد في جنوب الجزائر) في البداية بـ«الجماعة الإسلامية المسلحة» الجزائرية حيث كان يقود مجموعة مسلحة تدعى «كتيبة الشهادة» تنشط في منطقتي المنيعة وغرداية (600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية). وكانت عملية جلب السلاح إلى رفاقه في مناطق شمال الجزائر، مهمة بلمختار الأساسية. وقد تمرد عن قائد الجماعة عنتر زوابري (قتل لاحقاً) قبل تأسيس «الجماعة السلفية» عام 1998 لأسباب مجهولة. وتقول تقارير استخباراتية ان بلمختار بقي ينشط في الصحراء غير مهيكل في أي تنظيم، رفقة عدد من المسلحين، وقد عرف بصلاته الوثيقة مع شبكات تهريب السلاح والماشية والسجائر ومختلف المواد الغذائية عبد حدود بلدان الساحل الأفريقي، خاصة موريتانيا ومالي والنيجر. وتذكر مصادر أمنية أن هذه «السمعة» وصلت إلى مسامع حسان حطاب قائد ومؤسس «الجماعة السلفية» في شمال الجزائر، فاتصل به وأقنعه بالانخراط في التنظيم وكلفه بنقل السلاح إلى معاقل «الجماعة السلفية» في شمال وشرقها.

من ناحية اخرى، استنكر الزعيم الروحي للتيار الاسلامي الموريتاني من سجنه بنواكشوط اعتداء السبت، وذلك في رسالة سلمها الى محاميه اول من امس.