هيئة اجتثاث البعث: هناك علاقة بين القياديين السابقين للحزب والجماعات الإرهابية

حذرت من عودة البعث واستيلائه على السلطة

TT

اتهم بيان صادر عن المكتب الاعلامي في الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث، قياديي الحزب بعلاقات مشبوهة مع الارهابيين، محذرا من عودة البعث الى الحياة السياسية واستيلائه على السلطة ثانية في العراق. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «هناك تعاون وثيق بين الجماعات الارهابية، على مختلف أشكالها ومسمياتها، وحزب البعث الذي كان وما زال الغائب الحاضر، فكانت الاموال التي سرقها كبار البعثيين تساهم مساهمة فعالة في تجنيد وتدريب وتسليح العناصر الارهابية، ثم كانت التحركات المشبوهة التي كانت تقوم بها العناصر البعثية مستغلة شبكة العلاقات التي قامت ببنائها أبان فترة حكم البعث في العراق، وقد تركزت تلك التحركات على العواصم التي تعارض أو تتوجس خيفة من التغييرات التي حدثت في العراق، بالاضافة الى تذكية العقدة الطائفية الموجودة لدى بعض العروبيين، من خلال تصوير ما حدث في العراق على أنه استهداف لمكون من المكونات لفائدة مكون آخر، لغرض اثارة مشاعر هؤلاء وبالتالي توفير الدعم المادي والاعلامي واللوجستي، وقد حققت تلك الجهود الكثير من النجاحات، يقابله تهاون وعدم أدراك للخطر الحقيقي من قبل مجلس الحكم المنحل والحكومة المؤقتة، إضافة الى عدم وضع آليات حقيقية وناجعة لمعالجة تلك الاوضاع الشاذة والخطرة، التي لو قيض لها النجاح لأعادت العراق مرة آخرى الى الفترة المظلمة والسوداوية، التي استمرت لأكثر من 35 عاما، سفكت فيها الدماء وانتهكت الحرمات وعلق الشرفاء على اعواد المشانق وشنت الحروب العبثية، التي أزهقت الاف الارواح بلا طائل ودمرت الاقتصاد العراقي وفككت بنية المجتمع ونشرت الفقر والمرض في كل مدينة وقرية من عراقنا الجريح».

واشار البيان الى ان فترة السبات التي اعقبت سقوط البعثيين ما هي الا فترة للاطمئنان حول الاوضاع ليعودوا تحت مسميات جديدة، «وبعد أن اطمأن البعثيون الى أن الاوضاع الجديدة في العراق لن تكون عقبة أمام إمكانياتهم وقدراتهم على التحرك من جديد لغرض العودة بالبلاد الى المربع الاول من خلال جملة من التحركات وتحت مسميات جديدة تتلاءم وطبيعة المرحلة، فكان الحديث يدور حول تسميات ومسميات جديدة «كالعودة والاصلاح»، هذا في ما يخص الجانب العلني من اللعبة، التي لم تنته، كما تصور أو أراد أن يصورها للعالم مندوب صدام في الامم المتحدة، أما في الجانب الاخر فقد بدأ البعثيون بعقد تحالفات مع أطراف إسلامية أو متأسلمة من أجل زيادة حجم الضغوطات، التي تمارسها تلك العناصر لتدمير نواة الدولة الديمقراطية التعددية في العراق، وبالتالي وحسب ما تم الاتفاق عليه بين تلك الاطراف والبعثيين، فلن تكون هنالك إشارة من قريب أو بعيد لحزب البعث، ووافق البعثيون على مضض على هذا الشرط، وفقا لما يسمونه بمتطلبات المرحلة، وهي سمة من سمات البعث ميزته منذ نشوئه ولحد الآن، وهي القدرة على التلون والتكيف وامتصاص الضربات، حتى لو كلف ذلك الكثير من التنازلات، على أمل أن يعاد تنظيم خلايا البعث وتنشيطها من جديد وكسب الوقت، ثم انتظار الفرصة المناسبة للانقضاض».

واختتمت هيئة اجتثاث البعث بيانها قائلة «بعد تلك المرحلة وبعد أن تم تحقيق أهداف تلك المرحلة التي تمثلت في إيصال رسالة واضحة وصريحة، الى من يعنيهم الأمر، بأن العناصر المسلحة لها قيادة واحدة وأن العناصر البعثية هي من يملك مفاتيح الحل ولديها القدرة على إنهاء التمرد المسلح والعمليات الارهابية، مقابل السماح لتلك العناصر بالمشاركة السياسية وغض النظر عن الجرائم التي ارتكبتها بحق ابناء شعبنا في العراق، والتمهيد الى عودتهم الى المشاركة في الحياة السياسية، ولكن هذه المرة تحت عنوان حزب البعث الذي لا يؤمن بأنه الحزب الاوحد والقائد، وتلك طبعا مناورة سياسية جديدة تتفق كما قلنا سابقا مع متطلبات المرحلة، إذ سرعان ما ينقلب البعث مرة أخرى بعد استيلائه على الحكم ليعود الحزب الواحد والأوحد والقائد والمنقذ.