والد المخطوف: كفاءة الأجهزة الأمنية اللبنانية أغنتنا عن مساعدة المباحث الأميركية

نهاية سعيدة لجريمة خطف طفل لبناني مقابل فدية

TT

«الوحش أخذ أخي كريم».. قال لنا نافع ابن الستة اعوام، واوضحت والدته السيدة ريما بصوت مخنوق ان «الوحش» الذي اختطف كريم ، 3 سنوات، كان مقنعاً، كما وصفه الشقيق الاكبر. وكريم هو نجل المستشار المالي لعدد من الشركات في الولايات المتحدة والكويت ولبنان، الدكتور محمد علاء الدين صائم الدهر، اللبناني من اصل سوري والحامل الجنسية الاميركية.

وقد تعرض كريم لعملية خطف صباح اول من امس. وطالب الخاطفون والده بفدية قدرها 500 الف دولار. وعلى الفور تحركت اجهزة قوى الأمن الداخلي لتقود عملية دقيقة بمهنية عالية، وتتمكن من اعادة الصغير الى ذويه فجر امس (الجمعة).

مسرح جريمة الخطف كان مرآب مبنى في منطقة الروشة (غرب بيروت) حيث يقيم الدكتور صائم الدهر. وفي التفاصيل ان ريما حضّرت ولديها كريم ونافع للذهاب الى المدرسة كالعادة. قبّلتهما وسلمتهما الى السائق فؤاد أهمز الذي يعمل لدى العائلة منذ عودتها الى بيروت قبل خمسة اشهر، وبرفقتهما المربية الفلبينية. ثم عادت الام الى غرفتها. بعد دقائق عاد امهز الى البيت، وقرع باب غرفة النوم بشكل هستيري واخذ يصرخ: «دخيلك يا دكتور الحقني خطفوا مني الاولاد».

واخبر السائق الوالد ان ثلاثة مسلحين كانوا يتربصون به في المرآب. هددوه بمسدس واخذوا سيارة الـ«رانج روفر» التي كان قد ادار محركها وفروا هاربين. وبالطبع سارع الوالد الى الاتصال بالشرطة.

في هذه الاثناء كانت المحامية عبير الباشا تمارس رياضة المشي على شاطئ الرملة البيضاء القريب من مكان الاختطاف، فلاحظت ان احد الخاطفين ترجل من السيارة حاملاً كريم، ليترك المربية ونافع وهما يبكيان فيها، ثم استقل سيارة «غولف» قاتمة اللون، فسارعت بدورها الى الاتصال بالشرطة. وحضر عناصر قوى الأمن على الفور لكن الخاطف كان قد تمكن من الابتعاد.

وقال الدكتور علاء: «في البداية لم اكن واثقاً بقدرة الاجهزة الأمنية اللبنانية على انجاز العملية. وقد اتصلت بالسفارة الاميركية، فارسل السفير جيفري فيلتمان محققين من الـ المباحث الاميركية (اف بي آي) للمساعدة، لكن كفاءة الجهات اللبنانية اغنتنا عن اجراءات حضرها المحققون الاميركيون. وقد تمكنت من التحدث الى ابني، كشرط طلبته من الخاطف، تماماً كما يحدث في الافلام، فقال لي: دادي اين انت، تعال لاصطحابي».

وبعد اعادة الطفل كريم الى ذويه وجهت السفارة الاميركية في بيروت كتاب شكر الى وزارة الداخلية اللبنانية وقوى الأمن للتعاون في انقاذ «الفتى الاميركي كريم صائم الدهر» منوهة بالاحترافية والخبرة في التحقيق والتحري لدى المسؤولين اللبنانيين.