لحود يحمل على مطلقي «الحملات المشبوهة» ضده: يخطئون في العنوان فليكفوا عن إطلاق هذه المواقف

TT

دعا الرئيس اللبناني العماد اميل لحود الذين «يستهدفون رئاسة الجمهورية بالتجريح والتشكيك الى الكف عن إطلاق الحملات المشبوهة»، معتبراً «ان وراء هذه الحملات المبرمجة والمتنقلة في المواسم الانتخابية اسباباً سياسية وشخصية لا تلتقي ومصلحة البلاد». وأكد أن مطلقي هذه الحملات «يخطئون بالعنوان، فليكفوا عن إطلاق هذه المواقف».

وأعرب الرئيس لحود، في حديثه أمام زواره امس، عن ألمه «ان تستغل جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان والصحافي سمير قصير، للمضي في سياسة تقويض مقومات الدولة»، مؤكداً ان يديه «لم تلوثا بنقطة دم واحدة».

ونقل زوار الرئيس لحود عنه قوله: «اذا كان الحوار السياسي الهادئ والبناء هو من الثوابت في كل الأوقات، ولاسيما في زمن الانتخابات، فإن ما لا يمكن فهمه هو هذه المواقف التي تصدر عن بعض السياسيين الذين لا يجدون سوى رئاسة الجمهورية يكيلون ضدها الاتهامات والأضاليل، ويزوِّرون الحقائق مستعيرين ما في نفوسهم من حقد، وما في تاريخهم من جرائم وارتكابات ليلقوها على رئيس الجمهورية، متجاهلين ان ماضي هؤلاء لا يزال ماثلاً في أذهان اللبنانيين وعقولهم، بدءاً من العاصمة التي ألهبوها إكراماً لشهوتهم الى التفرد والتسلط والهيمنة، وصولاً الى الجبل الذي أحرقوه وقتلوا أبناءه وهجروا من نجا منهم، ثم استولوا على ما يعود الى المهجرين من حقوق وتعويضات».

وتساءل الرئيس لحود: «ألا يخجل هؤلاء من الحديث عن الحوار والوحدة وسياسة اليد الممدودة بين اللبنانيين، وهم الذين صموا آذانهم عن سماع الرأي الآخر، وضربوا الوحدة بين اللبنانيين، واستهدفوا مؤسسات الدولة والمال العام عندما كانوا في مراكز المسؤولية وأقاموا دويلتهم على مر السنوات قبل ان يتوحد الجيش ويتحرر القسم الأكبر من الجنوب، وتقوم دولة القانون والمؤسسات، فتعيد كل المناطق اللبنانية والإدارات والمؤسسات والمرافق الأثرية والسياحية الى السلطة الشرعية وتضع حداً لنهمهم الى السيطرة والاستئثار؟».

وقال الرئيس لحود: «من المؤلم جداً أن تستغل جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، ثم اغتيال الصحافي سمير قصير، من أجل المضي في سياسة تقويض مقومات الدولة، فيتم استباق نتائج التحقيقات الدولية التي طالبنا مراراً بالإسراع بها، لتوجيه الاتهامات يميناً ويساراً والتصويب على رئيس الجمهورية في محاولة مكشوفة للنيل منه، ومن دوره وسياسته الاستراتيجية. ويعلم مطلقو هذه الاتهامات ان رئيس الدولة لا يشرف على عمل المؤسسات الأمنية، ولا يجري المناقلات والتشكيلات في صفوف أعضائها بل هي مسؤولية السلطة العسكرية بإشراف السلطة السياسية. فكيف يجيز البعض لنفسه ان يتمادى في تزوير الحقائق لغايات معروفة وتنفيذاً لمخطط مشبوه له امتداداته الداخلية والخارجية؟».

واضاف لحود أمام زواره: «يخطئ من يظن انه قادر على الاستمرار في الخداع، لأن مثل هذه الحملات المبرمجة والموزعة الادوار والتي تستلهم توجيهاً واحداً، لم تعد تنطلي على عقول اللبنانيين الذين سيحاسبون هؤلاء ويكشفون أدوارهم أمام الجميع».

وختم رئيس الجمهورية: «اقول للذين يظنون ان مثل هذه الحملات المشبوهة يمكن ان تجعل موقع رئاسة الجمهورية هدفاً يمكن النيل منه بسهولة، انهم يخطئون بالعنوان، فليكفوا عن إطلاق هذه المواقف والتنقل من وسيلة إعلامية الى اخرى لتسويق أنفسهم او الترويج لغيرهم وبث السيناريوهات التي نعرف اين تطبخ ومن يطبخها ويوحي بها، لأني ما تلوثت يداي بنقطة دم واحدة، وما نكثت يوماً بقَسَمٍ أقسمته، ولا ترددت يوماً في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وحريته وسلامة أراضيه، ولا قبلت يوماً بأن تهمش مؤسسات الوطن او تصبح مكسر عصا. اما أصحاب الماضي الملطخ بالدم والمال الحرام، فلن يكون في مقدورهم بعد اليوم ان يواجهوا الشرفاء».