المترجمون: نحن وطنيون عملنا إنساني والمفروض أن يكون محط احترام الجميع

متهمون بالجاسوسية لعملهم مع الجيش الأميركي

TT

تقول المستشرقة الألمانية زغريد هونكه في كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب»، اعترف الأوروبيين بدور العرب في التاريخ حين قالوا «ان العرب نقلوا كنوز القدامى الى بلاد الغرب». وتعبر عن سرورها لترجمة كتابها الى العربية لتحدث مباشرة قلوب العرب بما يعتمل نفسها من المشاعر، فالترجمة اذا رسالة للتواصل بين شعوب الارض ووسيلة للتفاهم بين جنسين مختلفين في اللغة.

ويقول أحمد، عراقي الجنسية، يعمل مترجما مع الجيش الاميركي، في ظل ظرف اقتصادي صعب جدا اتجه الكثير من العراقيين للترجمة، والمخاطرة مطلوبة من أجل الكسب المادي، لكن هنالك اتجاهات في مجتمعنا منها المتعصب ومنها المنفتح، ومن يصفك بالجاسوس لانك تعمل مع المحتل، لكن أنا كمترجم أحاول إنقاذ الناس الذين هم أبرياء. وأوضح الصورة الكاملة عنهم للقوات الأميركية، نحن حلقة وصل بين القوات الأميركية والشعب العراقي، نساعد في القبض على المسيئين الذين يهدفون إلى إشاعة الفوضى، والمساهمة في الإفراج عن الأبرياء الذين يتم القبض عليهم خطأ، ونقوم بشرح تقاليد وقيم وعادات أبناء شعبنا، التي لا يعرفها غير ابن البلد، إلى الجيش الأميركي. أما المهندس سعد، وهو مترجم أيضا في الجيش الأميركي، فيقول بغض النظر عن المغريات المادية، فإن عملنا إنساني والمفروض أن يكون محط احترام من قبل الجميع، لكن للأسف الشعب وقوات الجيش والشرطة يصفوننا بالجواسيس وكثيرا ما نسمعها منهم، وأقول إن كبار ضباط الجيش والشرطة تم تدريبهم من خلال المترجمين. ويضيف قائلا: أشعر بصعوبة عند تكليفي بواجب نتيجة التجهيزات الثقيلة من أجل السلامة، كما أشعر بالخوف والضعف خصوصا عند المواجهات المسلحة ونحن غير مسلحين، النظرة إلى المترجم كجاسوس أو عنصر غير جيد في المجتمع مؤلمة جدا. وأود أن أقول إن الاحتلال مرفوض لكن من الذي يوجد حلقة التفاهم بين الشعب والمحتل غير المترجم؟ نحن وطنيون ولكننا مستهدفون، أتنقل بأكثر من سيارة قبل أن أصل إلى بيتي، عملنا لا يقبل أي خطأ. ويقول المترجم توما، مهندس مساحة، عشقت الانجليزية منذ الصغر وعند دخول القوات الأميركية تقدمت للعمل مترجما معهم، وأعتقد أن عملي يسهم في تقدم الشعب العراقي نحو الأفضل، كيف يمكن أن يتفاهم الشعب العراقي مع القوات الأميركية؟ هناك 90% يجهلون اللغة الانجليزية، وعملنا يساهم في اختزال وقت بقاء القوات الأجنبية. أنا أعتقد أنه عمل نبيل وعظيم. المترجم يقلل ويختصر هذا الوقت، والصعوبة تكمن في تنقلنا، والعناصر المسلحة لا تميز بين عمل المترجم وشخص المترجم نفسه، لقد وضع في باله أن يساعد القوات الأميركية، وهذا يعني أنه عميل، والبعض يتهمنا بأننا أدلاء في الإرشاد إلى بيوتهم، والمترجم ليس ابن هذه المنطقة ولا يعرف عناوينهم ليقوم بالإبلاغ عنهم، ثم اننا لا نحظى بدعم الحكومة، لأننا نعمل مع الطرف الآخر.

ويقول المترجم علي، وهو عراقي يحمل الجنسية الأميركية، لقد عشت في أميركا 13 عاما وعدت إلى العراق مترجما مع الجيش الأميركي. الفكرة عندي ان كل فرد يرى الدنيا بعينه، أنا جئت لمساعدة العراقيين، نحن أبناء عشائر نعرف الكلمة الجارحة ونفهم الأصول، ومن العيب أن يأتي الغريب، ونحن عراقيون لا نقوم بذلك.

ويؤكد المترجم جعفر، أن أهم شيء هو إيجاد فرصة عمل، لكن هذه الفرصة لا تخلو من المساعدة، هنالك صعوبات، المجتمع الذي تتعامل معه مختلف الثقافات والاتجاهات، نحن متهمون بالجاسوسية، لكننا نقوم بعمل كبير، المترجم قناة تفاهم بين الجيش الأميركي والشعب العراقي، وما دام نوجد في الشارع فإننا نقدم خدمة لتقليل الضرر.

النقيب علي، هو الآخر يعمل مترجما في الجيش الأميركي، يقول: أنا ضابط شرطة منذ عهد النظام السابق، وحاولت الرجوع إلى سلك الشرطة واجتزت الاختبارات بتفوق وكذلك الدورات بتفوق، باشرت في أحد المراكز 15 يوما كانت لا تطاق، إذ الكل كان يتهمني بالعمالة لأنني عملت مترجما، جعلوني أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه، وكأنني من كوكب آخر، ولم أستطع مقاومة ذلك، فقررت العودة ثانية للعمل مترجما، وفي هذه المهنة أقدم الكثير من العون والمساعدة لأبناء شعبي عند التحقيق أو الاستجواب من قبل الجيش الأميركي، لانني متخصص وضابط شرطة سابق، وملم بالكثير من الأمور، لكنني مستهدف ومتهم بالعمالة.