مسؤول الاستخبارات الإسبانية: كان ممكناً تفادي 11 سبتمبر و11 مارس لو قام السياسيون بدورهم

TT

قال مدير المركز الوطني للاستخبارات الاسبانية البرتو سايث، امس، انه كان بالإمكان تفادي هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة وتفجيرات 11 مارس (آذا) 2004 في مدريد، لو قامت السلطات السياسية بتحليل ملائم للمعلومات التي كانت لديها. واضاف المسؤول الاول في الاستخبارات الاسبانية ان «الاستخبارات قامت بواجباتها على اتم وجه، إذ اعدّت التقارير واعطت التقييمات، لكن السلطات السياسية (الاميركية والاسبانية) عجزت عن القيام بتحليل مناسب لهذه المعلومات، التي لو استعملتها بالطريقة المناسبة لكان بامكانها تفادي هاتين المجزرتين» اللتين اودت بحياة الآلاف من الناس وخسائر مادية كبيرة.

وادلى سايث بهذه التصريحات في لقاء نظم مع صحافيين في مدينة طليطلة الاسبانية بعنوان «دروس من العراق» في إطار سلسلة حلقات دراسية حول الامن والدفاع.

واكد سايث ان الشعور بالامن الذي كان سائدا في اوروبا منذ الحرب الباردة لم يعد موجودا الآن، وان هذه الاعمال الارهابية كشفت عن «تهديدات جديدة» تتميّز بطابع العولمة والتكنولوجيا الحديثة مما يزيد من قدرة التنظيمات والجماعات الارهابية.

وبخصوص العراق، قال سايث ان الاخطاء التي ارتُكبت في مجال الاستخبارات قبل واثناء حرب العراق لقّنتنا دروسا مهمة وكثيرة، اهمها انه يجب ايجاد نوع من التوازن في النشاطات التي تقوم بها عناصر الاستخبارات وإدخال العنصر البشري إلى جانب التكنولوجيا للحصول على المعلومات الدقيقة، في إشارة إلى الاخطاء التي ارتكبت في قراءة صور التقطت عبر الاقمار الاصطناعية في العراق وخلص منها المسؤولون الاستخباراتيون الى وجود اسلحة دمار شامل لدى نظام الرئيس السابق صدام حسين. واشار سايث الى ان الاميركيين ارتكزوا على معلومات قدمها مخبرون عراقيون لم يطأوا الاراضي العراقية منذ سنوات طويلة عوض استعمال «شبكات محلية» كان بامكانها ان تقدم معلومات اكثر دقة عما يحصل في البلد.

من جهة اخرى، افاد فريق امني اوروبي في تقرير سري، قالت إذاعة «كادينا سير» الاسبانية انها اطلعت عليه، ان تفجيرات 11 مارس تعد مثالاً لنشاطات الارهاب الاصولي في اوروبا، مشيراً الى عدم وجود ادنى شك بان اصوليين هم الذين نفذوا الاعتداءات. ويعرب التقرير عن قلق الاستخبارات الاوروبية بعد انتهاء حرب العراق وانتقال المقاتلين الى هناك والذين سيكونون تلقوا تدريبات عسكرية. ويحذّر التقرير من ان شبكات الارهاب الدولي ما زالت فعالة وتسبّب خطرا كبيرا للامن العالمي خصوصا لمصالح بعض الدول، كالولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والاردن وباكستان.