محاكمة أبو حمزة المصري في لندن ستركز على خطبه التحريضية وإثارته للكراهية

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن محاكمات الأصولي المصري أبو حمزة، التي تبدأ يوم 4 يوليو (تموز) المقبل، ستركز على تحريضه على قتل اليهود في خطب الجمعة التي كان يلقيها في الشارع أمام مسجد فنسبري بارك، ما بين الفترة من عام 1999 وحتى 2004، ضمن 15 تهمة في إطار قانون مكافحة الإرهاب البريطاني. وسيحاول ممثلو الدفاع التركيز على أن أبو حمزة المصري كان يفسر القرآن الكريم، ولم يحرض على قتل اليهود. وأوضح الدكتور هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي » للدراسات بلندن، أن قضية أبو حمزة المصري من القضايا الصعبة التي تحتاج إلى قاض فاهم وواع للظروف الثقافية والتاريخية، وكذلك للظروف التي تحدث فيها أبو حمزة عن اليهود. وتخوف من أن المحلفين، الذين هم من عامة الشعب، قد يكونون قد تأثروا بحملة الصحف الشعبية البريطانية ضد أبو حمزة. وضمن التهم البريطانية بالإرهاب الموجهة إلى أبو حمزة، 46 عاما، عشرة اتهامات بالتحريض على القتل، وأربعة اتهامات بإتباع سلوك تهديدي ومسيئ ومهين للغرب بغرض إثارة كراهية عنصرية، مثل تحريض المسلمين على عدم احترام القوانين الغربية ودفع الضرائب لأنها توجه، بزعمه، للإنفاق العسكري في العدوان على الدول الإسلامية.

واعتبر السباعي، المحامي المصري، أن أبو حمزة يحاكم بأثر رجعي، لأن الادعاء سيحاكمه على أشياء ذكرها في دروسه وحلقاته الدينية التي سجلت في نحو 60 شريطا صوتيا سرا منذ عام 1998 .

وأوضح أنه سيقدم خبرته أيضا أمام المحكمة كخبير فني يستشهد به الدفاع في الناحية الشرعية في القضية. وتتضمن لائحة الاتهامات الأميركية إلى أبو حمزة 11 تهمة من بينها احتجاز رهائن في ما يتصل بهجوم وقع في اليمن في ديسمبر (كانون الأول) عام 1998، وأسفر عن مقتل أربعة من الرهائن.

وكان أبو حمزة قد جرد من جنسيته البريطانية قبل عام لمزاعم دعمه للإرهاب.

وكان أبو حمزة قد أبدى، في خطب ألقاها بمسجد فنسبري بارك، الذي أغلقته شرطة إسكوتلنديارد بعد حملة مداهمات بالتنسيق مع المخابرات البريطانية في يناير (كانون الثاني) عام 2003، تأييده لأسامة بن لادن وهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، إلا أن الأصولي المصري كان يلقي خطبه في الشارع أمام المسجد كل يوم جمعة، حتى يوم اعتقاله في27 مايو (أيار) 2004 .

وضمن الشرائط الصوتية التي ترجمتها الشرطة البريطانية بالكامل، شريط بصوت أبو حمزة عنوانه «طريقة الاعتصام في بلاد الكفر والحرام»، بتاريخ 4 سبتمبر 1999، فيه هجوم شديد من الأصولي المصري على الشيخ يوسف القرضاوي، ووصف فتاويه بما سماه «الفقه الأعرج». وفي هذا الشريط تحدث أيضا عن كيفية تعامل المسلمين مع الواقع الذي يعيشونه في الغرب، ووصف قوانين الغرب الوضعية بأنها التحرر مع التحلل الأخلاقي.

وضمن الشرائط، التي تعتبر أدلة اتهام رئيسية ضد أبو حمزة، شريط بصوته ألقاه في خطبة الجمعة داخل مسجد فنسبري بارك، وسجلته المخابرات البريطانية سرا، بعد دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، المسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر عام 2000، وعلى اثره اندلعت «انتفاضة الأقصى». وقال أبو حمزة في الشريط: «نحن لا نريد خروجهم من فلسطين، نحن هنا لدفنهم على هذه الأرض». وهناك شرائط صوتية أيضا ضمن أدلة الشرطة البريطانية ضد الأصولي المصري، منها سلسلة خطب تحت عنوان «الأمثال في القرآن والدروس المستفادة من الآيات العظيمة في القرآن»، وشريط آخر تحدث فيه أبو حمزة عن غرق «الغواصة الروسية كورسك»، والشريط مسجل بتاريخ 25 أغسطس (آب) عام 2000، وقال فيه أبو حمزة «إن غرق الغواصة انتقام إلهي للمجاهدين الشيشان».