لجنة في الكونغرس توافق على خفض المساعدات العسكرية لمصر بمقدار 40 مليون دولار سنويا

TT

وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي على تقليص المساعدات العسكرية لمصر بمقدار 40 مليون دولار سنوياً على مدى ثلاث سنوات مقبلة، وتحويلها الى برامج تهدف الى احداث تغييرات اقتصادية في البلد العربي، وذلك بعد ضغوط مكثفة من نواب في الكونغرس معروفين بصلاتهم الوثيقة باسرائيل وعلى رأسهم الناب توم لانتوس الناجي من محارق النازية والنائب الديمقراطي بيل ديلاهانت.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في الكونغرس ان اللجنة شهدت جلسات عاصفة وانقساما حادا بين نواب يرون ان النظام الحالي في مصر حليف قوي لأميركا في المنطقة وان التأثير عليه عسكريا قد يخل باستقرار البلد والمنطقة، وبين نواب قالوا ان المعونة يجب ان ترتبط بتغييرات اقتصادية وانه لا يجب السماح بتضخم العسكرية المصرية بشكل قد يسمح بزعزعة استقرار المنطقة.

وقال النائب الديمقراطي توم لانتوس المشهور عنه دوره المحوري في تفكيك برنامج ليبيا لاسلحة الدمار الشامل: «اننا نحن الذين مكنا مصر من بناء عسكريتها، وان هذا هو سوء تخصيص فادح للاموال». واضاف لانتوس الذي يوصف في الصحافة الأميركية المعتدلة بانه احد اقوى مناصري اسرائيل في الكونغرس: «ان اي تلميح بان تغيير الاموال تلك يهدد أمننا القومي امر بالغ السخافة».

وقال النائب الديمقراطي بيل ديلاهانت انه يرى ضرورة تخفيض المعونة العسكرية لمصر لان ذلك «هو بداية عملية طويلة لنزع السلاح وانهاء العسكرية في الشرق الاوسط».

وتأتي هذه الخطوة بعد شكاوى عديدة من اسرائيل في الولايات المتحدة بخصوص حجم العسكرية المصرية المتزايد واسلحته الحديثة وضغوط قوية من جماعات ضغط داخلية تطالب بتقليص العسكرية المصرية وضرورة عدم السماح لها بتطوير قدراتها التقنية على الرغم من ان المعونة العسكرية الأميركية لمصر هي جزء من اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الحكومة المصرية واسرائيل.

وبعد موافقة اللجنة على مشروع القانون، واذا تمت الموافقة على القانون فيما بعد بشكل نهائي، فان المساعدة العسكرية لمصر ستكون 1.26 بليون دولار لعام 2006 فقط وستنخفض الى 1.18 بليون دولار بحلول عام 2006 وذلك اقل من اجمالي المعونة العسكرية لهذا العام 2005، والذي سيبلغ 1.3 بليون دولار.

وقد حارب النائب دارييل عيسى، جمهوري من كاليفورنيا ذو الاصل العربي، التخفيضات لكن تعديله فشل في المرور. وقد تعهد عيسى بنقل الطلب الى باقي المجلس اثناء التصويت النهائي على مشروع القرار والذي نادرا ما يختلف عن قرار اللجان المتخصصة بما يعني ان قرار اللجنة سوف ينفذ.

وقال دارييل عيسى: «اعتقد ان تغيير الاموال في المعونة يهدد القوات الأميركية عبر العالم، لقد كانت مصر حليفا قويا في الحرب على الارهاب، كما انها بلد نعتمد عليه في تدريب الجنود العراقيين».

يذكر ان وزير الخارجية السابق كولن باول قد منع تمرير قانون مشابه في يوليو (تموز) عام 2004 بعد ان اصدر طلبا شخصيا وعاجلا التمس فيه من اعضاء الكونغرس عدم تقليص المعونة لمصر لانها تلعب دورا مهما في الحرب ضد الارهاب، كما عارض القرار العام الماضي الكثير من شركات الاسلحة الأميركية التي تبيع لمصر وتستخدم المعونة لشراء الاسلحة من مصانعها.

وكان النواب الأميركيون من اليهود مثل النائبة نيتا لوي والنائبة شيلي بيركلي قد برروا الطلب العام الماضي انه يجب خفض المساعدات العسكرية لمصر نتيجة انتشار ما سموه بمعاداة السامية في برامج التلفزيون المصرية، ولان القاهرة لا تساعد في كبح جماح جماعات المقاومة الفلسطينية.