رايس تشيد بالخطوات الإصلاحية في السعودية وتتحدث عن ربيع الديمقراطية في المنطقة

وزيرة الخارجية الأميركية: ليس من حقي التحدث عن قيادة المرأة للسيارة.. والجميع سيراقب الانتخابات المصرية

TT

أشادت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالخطوات الإصلاحية التي تجري في السعودية بقيادة ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ومن بينها الانتخابات البلدية الأخيرة.

وأعربت رايس عن تفاؤلها بشأن مستقبل السعودية خلال مقابلة مطولة أجراها معها الصحافي التلفزيوني تشارلي روس وبثتها محطة PBS أول من أمس.

وروت الوزيرة الأميركية لجمهور بلادها مشهدا مؤثرا استرعى انتباهها أثناء الانتخابات البلدية في السعودية نقلته شاشات التلفزيون، وهو قدوم مواطن سعودي إلى أحد مراكز الاقتراع بصحبة ابنته البالغة من العمر 12 عاما، حيث ناولها بطاقته الانتخابية لتضعها في الصندوق أمامه وكأنه يدربها ويعلمها منذ الآن كيف تمارس حقها الانتخابي.

واعتبرت رايس أن هذا الأب السعودي ينظر إلى مستقبل بلاده بنفس الشعور الذي يتمناه لابنته، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة سوف تشجع «الخطوات الإيجابية التي يتخذها القادة الأصدقاء في المنطقة، لما فيه خير شعوبهم».

وأضافت أن الولايات المتحدة تربطها بالسعودية شراكة استراتيجية وعلاقات تاريخية متينة، ولهذا فإن واشنطن تتوقع الكثير من أصدقائها، غير أنها أقرت بأن سرعة الإصلاح لا بد أن تتفاوت بين دولة وأخرى بحسب ظروف كل بلد.

وتابعت رايس القول إن الولايات المتحدة مثلما شجعت الخطوات الإيجابية في السعودية التي اتخذها الأمير عبد الله، ومن ضمنها خطوة الانتخابات البلدية، فإنها سوف تشجع على اتخاذ خطوة أكثر تقدما، وهي إشراك المرأة في الانتخابات.

وقالت رايس إنه ليس من شأنها «الحديث عن حق المرأة في قيادة السيارة لأن الناس هم الذين يقررون بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون قيادة السيارة أم لا، ولكن حق الانتخاب يجب أن يتسع ليشمل كافة المواطنين من الرجال والنساء في كل بلد».

واعتبرت رايس أن إعطاء المرأة في الكويت على سبيل المثال الحق في التصويت، يأتي في إطار التغييرات الديمقراطية التي تهب على المنطقة ككل، بما في ذلك تعديل الدستور المصري ليسمح بانتخابات رئاسية تعددية. وفيما يتعلق بمصر قالت رايس إن الجميع سوف يراقب الانتخابات الرئاسية التعددية المقبلة، وكل شخص سوف يراقب للتأكد من أن الانتخابات ستكون حقيقة وتتسم بإصلاح فعلي، وأن المعارضة ستكون لها منافذ للوصول إلى وسائل الإعلام.

وتفادت رايس الإجابة المباشرة على سؤال يتعلق بتأثير رفضها زيارة القاهرة أثناء اعتقال النائب أيمن نور زعيم حزب «الغد»، وما تلا ذلك من إطلاق سراحه وتغيير مادة هامة في الدستور المصري، لكنها أكدت أن الرئيس الأميركي لديه القدرة بالقول والفعل على إحداث التغيير ضمن عالم الممكن.

ولفتت رايس في حديثها إلى أن «العالم لم يكن يتوقع عامي 1989 و1990 أن تتوحد ألمانيا وأن يسقط حائط برلين، ولكن الأمر حدث بالفعل بفضل جهود الولايات المتحدة مع حلفائها الألمان والأوروبيين الآخرين، ونحن نرى اليوم شيئا مشابها في العالم العربي لما جرى في أوروبا في تلك الفترة».

ووصفت رايس ما يجري بأنه يبشر ما اسمته بربيع الديمقراطية، مؤكدة أن الولايات المتحدة لن تفرض الديمقراطية على أحد ولكنها سوف تتخلى عن فرض الاستبداد على الشعوب ودعم الحكام المستبدين.

وتابعت قائلة إن «الشعوب ترغب في الخلاص من زيارات الليل التي تقوم بها الشرطة السرية في بعض البلدان، وكلمة ديمقراطية لا تتماشى مع كلمة فرض لأن الديمقراطية تعني إتاحة المجال للشعوب في قول رأيها عن أسلوب الحكم الذي تبتغيه من خلال الانتخاب الحر والمباشر».

وردا على سؤال عن العقوبات التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة تجاه الحكومات التي لا تتخذ خطوات نحو الديمقراطية، أجابت رايس أن الرئيس الأميركي «كان واضحا جدا في هذا الشأن بأن العلاقات لن تكون عميقة وقوية مع البلدان التي لا تجري إصلاحات وتبدأ خطوات جادة نحو التعددية وفتح وسائل الإعلام للمعارضة والسماح لمؤسسات المجتمع المدني بالعمل بحرية».