بوليفيا: أمل بتسوية الأزمة بعد تعيين رئيس جديد

رئيس المحكمة العليا إدواردو رودريغيز يتولى رئاسة البلاد ويتعهد بالدعوة إلى انتخابات مبكرة

TT

سوكر (بوليفيا) ـ اف ب : يبدو ان بوليفيا التي تواجه خطر اندلاع حرب اهلية بعد تعبئة استمرت اكثر من عشرين يوما لمؤيدي تأميم قطاع الغاز، في طريقها الى حل للأزمة بعد تعيين ادواردو رودريغيز رئيسا جديدا للبلاد تعهد بالدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها.

وقال رودريغيز «انني مقتنع بان ولايتي مرتبطة بعملية تجديد للنظام». واضاف ان «احدى صلاحياتي ستكون الدعوة الى هذه العملية الانتخابية لتجديد تمثيل المواطنين».

وصوت اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في البرلمان الذي اجتمع في سوكر، جنوب شرقي البلاد، بالاجماع على استقالات الرئيس كارلوس ميسا ورئيسي المجلسين ارماندو فاكا دياز وماريو كوسيو.

ولم يحدد الرئيس الجديد اي موعد للانتخابات لكن الدستور ينص على مهلة لا تتجاوز ثلاثة اشهر اعتبارا من يوم تعيينه.

واكد السناتور هوغو كارفاخال، المقرب من فاكا دياز، في تصريح لصحافيين ان «هناك ارادة حازمة لتبني قانون الاسبوع المقبل ينص على اجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر (كانون الاول) المقبل، لانتخاب رئيس ونائب رئيس واعضاء مجلسي الشيوخ والنواب».

وعبرت قطاعات كبيرة من المجتمع البوليفي في الايام الاخيرة عن رغبتها في تطبيق هذا السيناريو معتبرة انه المخرج الوحيد للأزمة السياسية والاجتماعية في البلاد.

وكان الرئيس المستقيل كارلوس ميسا قد صرح الثلاثاء انه يؤيد الدعوة الى انتخابات عامة في البلاد، موضحا ان بوليفيا «على حافة حرب اهلية».

وتمكن البرلمان من الانعقاد قبل منتصف ليل الخميس / الجمعة بقليل بالتوقيت المحلي في مدينة سوكر العاصمة الادارية للبلاد، بعد اكثر من عشر ساعات من الموعد المقرر للقاء في ختام يوم اتسم بالتوتر.

فبعد مقتل احد المتظاهرين بالرصاص قرب سوكر جرت مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن بعد ظهر الخميس قرب المبنى المخصص لاجتماع البرلمان مما اثار تمخاوف من تدهور الوضع في البلاد التي تشلها حركة واسعة يقودها انصار تأميم قطاع الغاز.

وطوال نهار الخميس عززت الحركات الاجتماعية ضغوطها لمنع فاكا دياز من الوصول الى رئاسة الجمهورية. ويتهم هؤلاء المعارضون دياز الذي يتحدر من منطقة سانتا كروز الشرقية الثرية بالانتماء الى «المافيا» التي تحكم البلاد منذ عودة الديمقراطية في 1982.

وفي الوقت نفسه، وبعد مفاوضات بين القوى السياسية، تم التوصل الى حل مع موافقة رئيسي مجلسي النواب والشيوخ على الاستقالة.

وكان احد قادة المعارضة زعيم الحركة الى الاشتراكية، ايفو موراليس، بعد تعيين رئيس جديد مساء الخميس ان انهاء عرقلة حركة التنقل والسير التي مرتبطة بالنقابات وكذلك بما سيقوله رودريغيز بشأن «مطالب الشعب بإقامة جمعية تأسيسية وتأميم قطاع المحروقات».

واكد رودريغيز في خطابه المبدأ الدستوري لملكية الدولة للمحروقات. وقال «لم يتغير شيء. ما تغير هو شكل الادارة. البرلمان هو الذي سيكون قادرا على تطبيق هذه العملية الدستورية لاستعادة هذه الثروة».

وتستثمر الشركات النفطية الاجنبية حاليا الغاز اهم ثروة في البلاد التي تملك احتياطيا منه يبلغ 1550 مليار متر مكعب.

ويرى مؤيدو تأميم قطاع الغاز ان ذلك يشكل الوسيلة الوحيدة لاخراج بوليفيا من الفقر من اجل تمويل سياسة تصنيع.