تنسيق ميداني إسرائيلي ـ فلسطيني حول خطة الفصل يبدأ الأسبوع الحالي وموفاز يتصل بأبو مازن ليشكره على التعاون ثم يهاجمه في الصحف

TT

من المتوقع ان يبدأ، هذا الأسبوع، التنسيق الفعلي بين السلطة الفلسطينية وحكومة اسرائيل، حول تطبيق خطة الفصل القاضية بالانسحاب من قطاع غزة وتفكيك جميع مستوطناته واخلاء جميع مستوطنيه اضافة الى اربع مستوطنات نائية في شمال الضفة الغربية. وقد أمكن هذا التطور، بعد اللقاء الذي وصف بأنه ناجح بين وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني، محمد دحلان، مساء اول من أمس الذي عقد في تل أبيب واستغرق ثلاث ساعات. وتم خلاله البحث في عدد من المواضيع المتعلقة في تطبيق الخطة وبينها مصير البيوت التي سيخليها المستوطنون. وتقرر ان يقبل الفلسطينيون القرار الاسرائيلي بشأنها، فاذا قررت هدمها فسيتفق على طريقة الهدم وازالة الردم. واذا تقرر الابقاء عليها فسيتولى الفلسطينيون مهمة الحفاظ عليها ومنع الفوضى في السيطرة عليها. كما بحثا في المعابر الحدودية بين الطرفين وضرورة التنسيق والتعاون بين رجال الأمن الاسرائيليين والفلسطينيين على الحواجز. ونقل البضائع واصدار التصاريح وتنقل الفلسطينيين من والى قطاع غزة ومصر.

وسيكون هذا التنسيق على عدة صعد، هي الامنية بين وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ووزير الداخلية الفلسطيني، نصر يوسف، والمدنية بين موفاز ودحلان والسياسية بين نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، شيمعون بيريس وبين رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع (ابو علاء) حول مستقبل قطاع غزة. كما ان التنسيق الأمني الميداني سيبدأ هذا الاسبوع على صعيدين: الأول بين قادة المناطق والثاني بين القادة المحليين في البلدات المختلفة.

واتفق موفاز ودحلان على ان يتم نقل رجال شرطة فلسطينيين من الضفة الغربية الى قطاع غزة للمساهمة في ضبط الأمن خلال عملية الانسحاب الاسرائيلي واخلاء المستوطنين، وهو الأمر الذي أثار انتقاد عدد من قادة المخابرات الاسرائيلية فقالوا ان موفاز تسرع ولم ينتبه الى خطورة هذه الخطوة على أمن اسرئيل «فاذا حصل أي خلل في العلاقات بين الطرفين فان خطوة كهذه تعني ان اسرائيل أقامت بيديها جيشا فلسطينيا يقاومها في قطاع غزة مثلما حصل خلال الانتفاضة».

واعتبر موفاز هذه الاتفاقات خطوة كبيرة الى الأمام، فاتصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، ليشكره على التعاون. ودعاه الى دعم المطالب الأمنية الاسرائيلية التي كان قد طرحها خلال اللقاء مع نصر يوسف، ولم يتحمس يوسف للتجاوب معها. وأقنع ابو مازن الوزير الاسرائيلي بموقف نصر يوسف مؤكدا ان هناك عددا من الخطوات التي اذا نفذت بالشكل الذي تطلبه اسرائيل فان نتائجها ستكون عكسية. واكد ابو مازن ضرورة الانطلاق من النوايا الطيبة والاصرار على التنسيق والتعاون في كل شيء وعدم التعامل باجراءات أحادية الجانب. الا ان موفاز عاد أمس الى لهجة التحريض ضد ابو مازن وذلك في أعقاب اطلاق سراح اثنين من المعتقلين الفلسطينيين التسعة من الجهاد الاسلامي، المشتبه بأنهم نفذوا عملية التفجير في تل أبيب قبل خمسة أشهر والتي أسفرت في حينه عن مقتل 5 اسرائيليين. وقال موفاز انه ينظر ببالغ الخطورة الى هذه الخطوة، التي تذكره بأيام الرئيس السابق، ياسر عرفات، الذي كان يعتقل منفذي العمليات ثم يطلق سراحهم من الباب الخلفي.

يذكر ان الجيش الاسرائيلي واصل أمس هجماته على الفلسطينيين المتظاهرين ضد الجدار العازل في عدة مواقع في الضفة الغربية المحتلة. ففي بلعين، الواقعة غرب رام الله، هاجم الجيش 150 متظاهرا بينهم عدد من انصار السلام اليهود والأجانب بدعوى انهم قذفوا عليهم بالونات تمت تعبئتها ببراز الدجاج. وفي مردا، جنوب الخليل، استخدم جنود الاحتلال قنابل غاز لتفريق 200 متظاهر ضد الجدار المنوي بناؤه في المكان ثم فرضوا منع التجول في القرية وراحوا ينتقمون من العمال العائدين. وفي قرية رمادين، غربي نابلس، داهمت قوات الاحتلال البيوت في غارات عسكرية اتسمت بالعنف الهستيري وفي أحد البيوت حبس الجنود 40 امرأة كن مجتمعات مع مخرجة سينمائية بريطانية تعد فيلما وثائقيا عن دور المرأة في الانتفاضة. ثم اطلق الجنود قنابل غاز داخل البيت المغلق، ثم فتحت الباب واعتقلت المخرجة البريطانية.