الحكومة الإثيوبية تمنع قادة المعارضة من مغادرة البلاد

الاتحاد الافريقي يرحب باتفاق الأحزاب الرئيسية على وقف أعمال العنف

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في أديس أبابا أن السلطات الاثيوبية منعت نائب رئيس حزب «التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية» الاثيوبي المعارض برهانو نيجا من مغادرة البلاد إلى الولايات المتحدة. وكان رئيس الوزراء ملس زيناوي قال في تصريحات صحافية اول من أمس أنه «لا يمكن لأعضاء المعارضة ان تغادر اثيوبيا بعدما اشعلت النار في البلاد».

وكان زيناوي يشير الى اعمال العنف التي شهدتها، خصوصاً العاصمة أديس ابابا منذ مساء الاثنين الماضي وحتى الاربعاء. وذلك عقب تصدي الشرطة لمظاهرات طلابية مؤيدة للمعارضة احتجاجاً على النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الحزب الحاكم. واعترفت الحكومة أمس بسقوط 26 قتيلاً في هذه المواجهات. وحصلت «الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب اثيوبيا» الحاكمة استناداً الى النتائج الاولية للانتخابات على 302 مقعد من اصل 517 مقعداً فيما حصل «التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية» على 122 مقعدا، وتجمع «القوى الإثيوبية الديمقراطية الموحد» المعارض على 57 مقعداً.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن رئيس التحالف من اجل الوحدة والديمقراطية هايلو شاويل ان السلطات وضعته قيد الاقامة الجبرية مجدداً، بينما لا تزال اعتقالات عناصر هذا الحزب متواصلة أمس وفق مصدر حزبي. وصرح هايلو للوكالة «منذ صباح اليوم (السبت) لا يمكنني الخروج ولا احد يمكنه الدخول. ان منزلي محاصر«. وأضاف «هناك ثلاث سيارات لقوات الأمن متوقفة امام منزلي». وكان هايلو اودع قيد الاقامة الجبرية مطلع الاسبوع الجاري قبل ان يتم اخلاء سبيله الجمعة حتى وان استمر عناصر الشرطة في مراقبته. ووقع الحزب الحاكم في اثيوبيا اتفاقاً اول من أمس مع الحزبين الرئيسيين المعارضين ينص على وقف اعمال العنف والاحتكام الى هيئة الانتخابات الإثيوبية والمحاكم التي قررت التحقيق في 229 شكوى تطعن في الانتخابات التي جرت في 15 مايو (أيار) الماضي.

رحب رئيس الاتحاد الإفريقي الفا عمر كوناري أمس بالاتفاق التي وقع بين الحزب الحاكم في والحزبين المعارضين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية أفريقية مطلعة ان الاتحاد الإفريقي لعب دوراً مهما بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي وعدد كبير من الدبلوماسيين المعتمدين لدى إثيوبيا من أجل وضح حداً للخلافات الراهنة بين الاحزاب السياسية المختلفة حول نتائج الانتخابات البرلمانية. وناشد كوناري الاحزاب الإثيوبية المختلفة قبول النتائج النهائية للانتخابات وحل جميع خلافاتهم عبر المفاوضات السلمية. وقد بدأت العاصمة الإثيوبية تستعيد بعضاً من الحركة في الشوارع الرئيسية بالرغم من استمرار حوالي 90 % من سائقي سيارات الأجرة اضرابهم لليوم الرابع احتجاجا على النتائج الاولية للانتخابات، وتسبب ذلك بإغلاق المحلات التجارية ورفع اسعار بعض المنتجات الضرورية. ولوحظ استمرار وجود عدد كبير من قوات الأجهزة الأمنية في مختلف أنحاء العاصمة تحسباً لاحتمالات تنظيم تظاهرات جديدة.