زعيم القوميين الروس يدعو إلى «ثورة» على الفساد والجريمة في روسيا

جورجيا تعلن رئيس روسيا البيضاء «شخصية غير مرغوب فيها»

TT

دعا زعيم حزب «الوطن» الروسي دميتري روغوزين القريب من الكرملين المعروف بتوجهاته الوطنية القومية الى القيام بـ»ثورة على الفساد والجريمة في روسيا». واشار في كلمة أمام المؤتمر السنوي للحزب أمس، الى ضرورة الاجهاز على «التنين» الذي قال انه يتمثل في «الاوليجاركيا ذات الرؤوس الثلاثة، الجريمة والفساد والتجارة غير المشروعة بالمواد الخام». واذ تساءل عن مدى قدرة الدولة على القيام بهذه المهمة، قال انها «لن تستطيع ذلك لانها تظل أشبه بذيل مثل هذا التنين». وحذر من مغبة خطط من وصفهم باعداء روسيا الذين يستعدون للانقضاض على الدولة الروسية. وعن اللون الذي قد يختاره هؤلاء لثورتهم المرتقبة، على غرار الالوان التي اتخذتها الثورات الاخيرة في بعض من دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل اوكرانيا، قال «ربما يكون اللون الأصهب». في اشارة غير مباشرة الى اناتولي تشوبايس الاصهب الشعر المسؤول السابق عن قطاع الخصخصة ابان سنوات حكم الرئيس بوريس يلتسين والمتهم دائما بانه المسؤول عن استيلاء حفنة من اثرياء روسيا الجدد على ثروات الدولة الروسية. واعتبر روغوزين «ممثلي الاوليجاركيا والشوفينيين الغربيين في مقدم أعداء الوطن الذين يستعدون لاشعال الثورة في روسيا في اطار مخططاتهم». وأشار الى وجوب لم شمل الوطن واعلان المافيا والجريمة العرقية المنظمة خارجتين على القانون. وجاءت هذه الدعوة في توقيت تتضافر فيه جهود كثيرين من ممثلي جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق سعيا وراء عزل روسيا واضعاف نفوذها في هذه البلدان في اعقاب نجاح الثورات الملونة في كل من جورجيا واوكرانيا وقيرغيزستان، وإن كانت الاخيرة في سبيلها الى العودة ثانية الى احضان موسكو بعد تقلد كرمان بك باقييف المعروف بعلاقاته القديمة مع روسيا لمقاليد القائم باعمال الرئيس تمهيدا لخوض الانتخابات الرئاسية في العاشر من يوليو (تموز) المقبل. وتاتي الصحوة القومية في روسيا مواكبة لتصاعد الميول المعادية لموسكو في غرب اوكرانيا الذي شهد أخيرا الاعتداء على المركز الثقافي الروسي في مدينة لفوف. وكانت الخارجية الروسية قد اصدرت بهذا الصدد بيانا تدين فيه ما وصفته بالاعمال الهمجية ضد البعثة الثقافية وما واكب ذلك من اضرام للنار واطلاق للرصاص وكتابة العبارات النابية على الجدران الى جانب تشويه تمثال اكبر شعراء روسيا الكسندر بوشكين وتحطيم الواجهة الزجاجية للمركز. من جهة اخرى، اثار قرار القيادة السياسية في روسيا البيضاء الغاء نظام الدخول من دون تأشيرة لمواطني جورجيا ردود فعل حادة في تبليسي. وفي الوقت الذي تنبأت فيه نينو بورجانادزه رئيسة البرلمان الجورجي باحتضار النظام في روسيا البيضاء وبزوغ فجر الثورة الديمقراطية هناك، طرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان مشروع قرار يقضي بضرورة اعلان رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو «شخصية غير مرغوب فيها»، وحظر دخوله اراضي جورجيا. ونص المشروع كذلك على ضرورة الابقاء على نظام الدخول من دون تأشيرة لمواطني روسيا البيضاء. وتضمن المشروع ايضا تكليف وزارتي الخارجية والداخلية اعداد قائمة باسماء اعضاء القيادة السياسية في روسيا البيضاء من الذين وصفهم بانهم من غير اصدقاء جورجيا واعلان حظر دخولهم الى الاراضي الجورجية. وأوصي بسحب ممثل جورجيا في هيئة سكرتارية منظومة بلدان الكومنولث الموجودة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء. وكانت روسيا سبق واقدمت على اتخاذ مثل هذا الاجراء بحق مواطني جورجيا، فيما اعلنت استثناء ابناء كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وادجاريا من هذا القرار وهو ما اثار حفيظة القيادة الجورجية السابقة فيما يحاول الطرفان العودة الى هذه القضية كل من وجهة نظره، خصوصاً بالنسبة الى الجمهوريات التي اعلنت انفصالها عن جورجيا من جانب واحد منذ مطلع التسعينيات.