قال الناطق باسم وزارة الخارجية الهولندية أمس ان بلاده ستشارك في احتفال سيقام في 11 من الشهر المقبل لإحياء ذكرى ضحايا مذبحة سربرنيتسا البوسنية وسيمثل هولندا في الاحتفال وزير الخارجية برنارد بوت. ويأتي الاحتفال بعد مرور عشر سنوات على المذبحة التي راح ضحيتها 7 الاف من المسلمين سكان المدينة البوسنية التي كانت تتولى حمايتها قوة هولندية. وبعد ايام من تصريحات لوزير الدفاع الهولندي السابق جوريس فيرهوفن قال فيها: «انه كان ينبغي الاستقالة منصبه بعد سقوط بلدة سربرنيتسا في ايدي الصرب عام 1995 ابان الحرب الاهلية التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة».
وأضاف الوزير السابق في تصريحات للتلفزيون الهولندي انه كان ينوي بالفعل اتخاذ هذه الخطوة الا ان رئيس الحكومة الهولندية وقتها فيم كوك اقنعه بالاستمرار في منصبه. وكانت قوة هولندية تابعة للامم المتحدة تتولى حماية سربرنيتسا، لكن القوات الصربية نجحت في دخول البلدة وتنفيذ المذبحة. ويرى محللون ان نشر تقرير عام 2002 عن تفاصيل سقوط سربرنيتسا في ايدي الصرب كان احد الاسباب الرئيسية وراء نهاية الائتلاف الحكومي بقيادة زعيم حزب العمل الهولندي فيم كوك والدعوة الى انتخابات برلمانية وتولى الحزب الديمقراطي المسيحي قيادة تحالف حكومي جديد وتحول حزب العمل الى المعارضة. وكان الرئيس الصربي بوريس تاجيك عبر، مطلع الشهر الجاري، عن حزنه العميق بعد عرض شريط مصور أمام محكمة لاهاي، يظهر قيام جنود من الصرب باعدام مسلمين من البوسنه في سريرنيتشا. يذكر ان الفيلم استخدم كدليل ادانة ضد الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسفيتش الذي تجرى حاليا محاكمته في لاهاي امام محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة التابعة للامم المتحدة.
من جهة اخرى، أعلنت اللجنة الدولية للبحث عن المفقودين التابعة للامم المتحدة أنه لا يزال هناك 6 آلاف مفقود في سربرنيتسا. وقال رفعت كيشيتوفيتش مدير اللجنة الدولية للبحث عن المفقودين في البوسنة «إلى جانب الستة آلاف مفقود هناك قرابة ألفي ضحية عثر عليهم داخل المقابر الجماعية وقد تم تحديد هوياتهم». واضاف «لا يزال أمامنا طريق طويل للوصول لمعرفة مصير المفقودين، والذين يعتقد أنهم لا يزالون داخل مقابر جماعية مجهولة». وفي الاطار نفسه، أعلنت وزارة الداخلية الصربية أمس اعتقال أحد قادة الفرقة العسكرية الصربية التي شاركت في مذابح سربرنيتسا ويدعى برانيسلاف ميديتش ويلقب بـ«زفوكا«. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها وزع على وسائل الاعلام أمس أن ميديتش سيقدم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقال ايفان راميتش الناطق باسم المحكمة العليا في بلغراد إن «المتهم سيواجه اتهامات بالمشاركة في قتل 6 فتيان مسلمين في سربرنيتسا سنة 1995». وقال إن «جميع أعضاء فرقة العقارب ستتم متابعتهم قضائيا لدورهم في مذابح سربرنيتسا وعدد من الاماكن الاخرى».