سورية: التنظيم الإرهابي خطط لتلغيم طفلة في عامها الأول لتفجير قصر العدل

تنظيم «جند الشام» قسم سورية لخمس إمارات وكانت لديه مخططات لدول أخرى

TT

كشفت مصادر إعلامية سورية النقاب عن أن تنظيم «جند الشام للدعوة والجهاد» الذي ضبطته أجهزة الأمن في سورية كانت له مخططات تستهدف عددا من دول المنطقة . وقالت إنه كان يقسم البلاد إلى خمس مناطق أطلق عليها إمارات ، لكل منها أميرها وهيكلها التنظيمي . واستغرب مصدر سوري مسؤول «موافقة إحدى الأمهات على لف طفلتها البالغة عاما واحدا فقط بالمتفجرات لتضعها في القصر العدلي ويتم تفجيرها من بعيد ، بعد أن أقنعها رئيس العصابة أبو عمر، الذي لقي مصرعه بعد مقاومته والمجموعة، التي تمت لرجال الأمن الذين هاجموا وكرهم في دف الشوك ما أدى لاستشهاد أحد رجال الأمن، بضرورة أن ترحل هذه الطفلة إلى دار الآخرة وانها في ذلك إنما تزفها إلى الجنة». وكشف المصدر عن أن جدة الطفلة أبلغت أجهزة الأمن عن مخطط التنظيم بهدف إنقاذ ابنتها وحفيدتها الطفلة من الموت .

وقال المصدر إن «سورية المسالمة المتصفة بالعلمانية الحامية للحريات الدينية والاجتماعية المؤمنة بالله والإنسان والخير، قادرة دائماً على مواجهة ظروف خطرة تتجدد بهذا الشكل أو ذاك على أراضيها، وانها قادرة على حماية أراضيها ومجتمعها وسلامها». ووصف المصدر التنظيم ، الذي قالت السلطات السورية أول من أمس أنها أحبطته، بأنه تنظيم إرهابي دموي يمارس أخطر أنواع الإجرام، وأخطر ما فيه قناعته بالجريمة الإرهابية الخطيرة سبيلاً لتحقيق برنامج تخريبي لا تقف حدوده عند سورية التي قسموها إلى خمس مناطق سميت كل واحدة منها إمارة إسلامية لها أميرها وهيكلها التنظيمي الكامل ليخضعوها لجريمتهم بشكل منظم، ضمن برنامج يطول لبنان والأردن والعراق ومصر ودولاً أخرى. واستهجن المصدر، في تقرير انفردت بنشره صحيفة الثورة الرسمية أمس المنطق الذي وصفه بالمجرم، ويستمد بعضاً من رؤيته بشكل ما من منطق آخر يقول: «إن كل من ليس معنا فهو ضدنا وضدنا هذه كافية لوصف من ليس معنا بأنه مع الإرهاب». وأكد المصدر أن سورية تربك هذا المنطق الغريب لأنها ليست معه ولأنها عدوة للإرهاب تقاتل ضده وتطالب بتعريته عبر تعريفه وفصله عن العمل المقاوم للاحتلال. وأشار المصدر إلى أنه سبق لـ «أبو عمر» أن فتح دكاناً له في بلدة مضايا. وشرع في استقطاب الشباب واتهام الجميع بانتقاص إسلامهم وتكفير شيوخ الجوامع وتحريم صلاة الجمعة وراءهم وإبطال الحج إلى بيت الله الحرام لأنه يتم بين حكومات كافرة. واستعرض المصدر، نقلاً عن أشخاص حاول أبو عمر التغرير بهم، كيف بدأ أبو عمر يفتح موضوع الجهاد والكفر المستشري بين الناس، وكان يكفر أئمة الجوامع لدرجة أنه حرم على من يلتقي بهم، صلاة الجمعة وراءهم. كما كان يكفر الطوائف، مشيراً إلى اقتراب ساعات الجهاد الذي يتطلب السطو على مؤسسات الدولة وهيئاتها، ثم بدأ بتعليم أتباعه استخدام العبوات الناسفة، وكلف أحدهم بزرع عبوة ناسفة على أتوستراد طريق لبنان قرب ميسلون على مسافة ثلاثين كيلومتراً تقريباً من العاصمة السورية، في عملية وصفها (زعيم التنظيم) بأنها عمل جهادي. ونقل المصدر عن أحد المعتقلين قوله ، إنه أصيب بجراح لدى انفجار العبوة التي كان وأحد رفاقه يقومون بزرعها في منطقة ميسلون في حين لقي رفيقه مصرعه في الانفجار حيث كان رجال الأمن السوريون يراقبون العملية وتدخلوا لتفجير العبوة والحيلولة دون إكمال العملية.

وأشار المصدر السوري إلى أن الجهات الأمنية تابعت المجموعة بصورة يومية إلى أن وقعت المواجهة في منطقة دف الشوك القريبة من دمشق، حيث قتل أبو عمر ومعه أبو أحمد (المرفقة صورتاهما)، وبدأ رجال الأمن يضعون أيديهم على المجموعة بكاملها. وأوضح المصدر أن الوثائق التي تم ضبطها تحدد هيكلية التنظيم، بدءاً من الأمير وصلاحياته وصورته المعنوية وأمنه، ثم المسؤول الشرعي والأمير الإقليمي والمسؤول التنظيمي والمسؤول الأمني والإعلامي والمالي والأمير العسكري الذي يتبع له أمير الكتيبة المدنية وأمير كتيبة التفخيخ والتفجير وأمير كتيبة الصواريخ والمقذوفات وأمير كتائب المواجهة العسكرية المباشرة وأمير التدريب. وكشف المصدر عن أن المجموعة كانت تهيئ مواقع في دمشق وما حولها للعمل المستقبلي وتأمين مستودعات ودفن السلاح واستخدام جزء منه للعمل الحالي وإرسال مجاهدين من أفراد الجماعة إلى خارج سورية للتدريب والعودة. ونقل المصدر عن أحد المعتقلين، اشار إلى اسمه بحرف (ز)، وهو من مواليد 1976 قوله «إن المجموعة دعته للجهاد بعد أن تعرف على أبي عمر الذي كان صاحب دكان في بلدته في مضايا.. وكان يدعو للصلاة ولتحجيب المرأة.. وكان يحرض ضد سورية، مشيراً إلى أنه لاحظ أن أبا عمر يستقطب الشباب لا سيما المراهقين وكان يستغل مشاعرهم، ويحدثهم عن إمارات إسلامية ويسرد أفكاره الجهادية ويدعو للتسلح وهو يحمل الأسلحة والقنابل لإقناع الفتية بالسلاح، وإن الذين كانوا يلتحقون بأبي عمر معظمهم من غير المثقفين أو المتعلمين ولا يوجد بينهم من يحمل حتى شهادة إعدادية. واشار المصدر السوري إلى أن أبا عمر أمير المجموعة الذي لقي مصرعه، يبلغ من العمر 42 عاماً، وهو، حسب وصف المصدر، إرهابي متطرف يحمل الفكر التكفيري ، يكفر الأنظمة والحكومات والأديان ويفتي بمشروعية الجهاد ضدها. واضاف أن أحد الأعضاء القتلى هو أبو أحمد ، يبلغ من العمر 28 عاماً. وكان يقيم في السعودية منذ عام 1997 ويعمل في إحدى شركات الكومبيوتر، ودفع البدل النقدي عن الخدمة العسكرية عن طريق والدته وهو أحد ألأفراد القياديين من مجموعة أبي عمر.