القرضاوي يكشف عن مسح تلفزيون قطر لجميع أشرطته

تساؤلات بين تلاميذه حول صدور قرار سيادي في الدوحة للحد من نشاطاته

TT

في خطبة يوم الجمعة الماضي في مسجد عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة، ودع الشيخ يوسف القرضاوي، جمهور المصلين ومريديه ممن سمعوا الخطبة بالقول «إنها قد تكون آخر خطبة له في هذا الموسم»، وتلا هذا الوداع بدعاء مؤثر. لكن ما هو أغرب من ذلك هو أن الشيخ الداعية الذي يحتل برنامج «الشريعة والحياة» الذي تبثه فضائية «الجزيرة» التي تمولها حكومة الدوحة، أعلن من على منبر الخطبة أن تلفزيون قطر الرسمي مسح جميع الأشرطة التي سجلت عليها خطبه. ودعا المصلين والمشاهدين إلى أن يزودوه بها بعد أن فاته تسجيلها. لكن خطبته يوم الجمعة كانت مركزة على «فقه السفر والسياحة»، حسب ما نقلت صحيفة «الراية» القطرية عنه، حيث دعا المسلمين إلي تحويل المباحات إلي عبادات وطاعات والعادات إلي عبادات، مبيحاً السفر والسياحة لأمور عددها، وأوصاهم باختيار الزمان والمكان والرفيق المناسبين، محذراً من ترك الفرائض والتكاليف، كما حذر من الحفلات الماجنة، وذهاب المرأة إلي المسابح المشتركة بلباس البحر.

وقال القرضاوي في خطبته: «أنا لست من المتشددين، كما يعلم الناس، الناس يتهمونني بالتسهيل وأنا مسهل وميسر، لأن الرسول هو الذي أمرنا بذلك: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، ولكن التسهيل والتيسير لا يعني ان نحلل الحرام، لا يعني ان نسقط الواجبات، لا يعني ان نستهين بالمقدسات. هذه خطوط حمراء لا بد ان يحترمها الناس، ويقفوا عند حدودها.. وهذه نصيحتي لكم أيها الإخوة والأخوات ولعل خطبتي هذه تكون الأخيرة في هذا الموسم، وأسأل الله تعالى ان يردنا اليكم مرة أخرى».. ثم دعا دعاء مؤثراً. وثارت تساؤلات بين محبي الشيخ يوسف وتلاميذه في أوروبا أمس حول ما إذا كان هنالك قرار قطري سيادي يمهد للحد من نشاطات القرضاوي الذي كانت دولة قطر منحته جنسيتها في عام 1977، وأنشأ لها معاهد دينية كثيرة لتخريج الدعاة ورجال الدين والخطباء على مختلف مشاربهم ومناهلهم ومدارسهم الدينية، خصوصا أن القرضاوي «كان سيد قرارات تعيين المدرسين في تلك المعاهد حيث جلّهم، إن لم يكونوا جميعهم، ينتمون لحركة (الإخوان المسلمين) سواء في مصر أو الأردن أو سورية. ويفتح الإجراء الجديد من جانب التلفزيون القطري بحسب احد المقربين من القرضاوي، بوابات كانت مغلقة لجهة نقاش أية قضية تتعلق بالقرضاوي على الساحة القطرية، سواء على صعيد إعلامي أو سياسي أو شعبي. وهاجم القرضاوي عادات التدخين والشيشية في دول الخليج العربية، وقال «انتشرت للأسف في بلاد الخليج: التشييش، يمكن أن يرتكب الرجل هذا، أما أن ترتكب المرأة معصية تعاطي الشيشة؟ هذه أشياء غريبة دخيلة علي مجتمعاتنا يجب أن نقاومها.. لقد أعلنت مراراً وتكراراً أن التدخين حرام، حرام لا أشك فيه لأنه إضرار بالجسد، وتضييع للمال فيما لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة». وأضاف «لا يجوز أن تذهب المرأة الي المسابح والشواطئ المشتركة بالملابس المعروفة: المايوه والبكيني.. أصبحت المرأة، حرة فلماذا تظل في هذا الكبت (قال ذلك ساخراً) في بلدها؟ ورد: والله هذا ليس كبتا، انه الاحترام، انه الوقار، انها الحشمة، انه الإحصان، انه الحياء الذي هو من الإيمان، ولا يأتي إلا بكل خير، لا ينبغي للمرأة المسلمة ان تضيع دينها اذا ذهبت في سياحة ولا الرجل أيضاً».