اجتماع «شكلي» لوكالة الطاقة الذرية اليوم لتجديد ولاية البرادعي

استبعاد وجود صفقة مع واشنطن بشأن إيران

TT

يلتقي مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في اجتماع يوصف بأنه شكلي لحسم قضية انتخاب مدير عام للوكالة في الدورة الجديدة، والتي تبدأ الأول من ديسمبر (كانون الأول) هذا العام. وتشير التوقعات إلى وجود إجماع على استمرار المدير الحالي الدكتور محمد البرادعي لفترة ثالثة. وقد حظي منذ بداية الفترة الانتخابية العام الماضي بشبه إجماع لم تعارضه غير الولايات المتحدة حتى قررت الأسبوع الماضي فقط تغيير موقفها والانضمام لبقية الأعضاء بعد أن أعلنت مرارا رفضها التمديد للبرادعي بدعوى انه راْس الوكالة لدورتين وان الحكومة الأميركية لا تؤيد البقاء في رئاسة منظمة دولية لأكثر من دورتين. والجدير بالذكر أن الوكالة رأسها قبل البرادعي السويدي هانز بليكس لأربع دورات من عام 1981 وحتى 1997 وذلك خلفا لسيغفارد ايكلوند الذي تتابعت دوراته لخمس من 1961 وحتى 1981 .

يتكون مجلس الأمناء من 35 دولة يلزمها النظام الأساسي بحتمية انتخاب مدير في هذا الاجتماع لرفعه بالتالي لموافقة المؤتمر العام في اجتماعه في سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان الوفد الأميركي قد نجح في تطويل الإجراءات أملا في ظهور منافس للبرادعي الذي رشحته مجموعة السبعة والسبعين ونال تأييد روسيا والصين والاتحاد الأوروبي فبقيت الولايات المتحدة المعارض الوحيد بسبب ما أرجعه المراقبون لغضبها من نفي البرادعي لما ادعته من وجود أسلحة دمار بالعراق غير التي دمرتها الوكالة عام 1991، ولاختلافهما حول الأسلوب الأنجع لحل الملف النووي الإيراني دبلوماسيا، كما يصر البرادعي، ام بالقوة وتقديم شكوى ضد إيران لمجلس الأمن كما تريد أميركا، والتي بسبب ذلك اتهمت البرادعي بعدم الحسم وبالليونة ليس أمام إيران وحدها بل أمام كوريا الشمالية كذلك. وردا على سؤال حول ما إذا كانت أميركا قد عدلت من موقفها مقابل بعض الشروط التي فرضتها على البرادعي خاصة فيما يتعلق بإبدائه مزيدا من التشدد تجاه إيران، أكد مصدر مطلع على المباحثات بين البرادعي ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «رغم أن هذا ما قد ترغب فيه الولايات المتحدة بلا شك، إلا انه لا يبدو منطقيا في ضوء أن حوالي 34 صوتا من أصل 35 عضوا يؤيدونه، وبالتالي لم يكن هناك احتياج كبير للصوت الأخير لتمرير الترشيح».

وأضاف المصدر أن «سياسته التي لم تخضع لأجندة أية دولة هي التي أكسبته المصداقية وتأييد أعضاء الوكالة، وبالتالي ليس من المنطقي أن يقوم بهدم أساس نجاح سياسته وتغيير أسلوب إدارته، خاصة انه في موقف القوة بمساندة الغالبية العظمى من أعضاء الوكالة».

أما بالنسبة للتشدد تجاه إيران فالواقع يؤكد أن المدير العام يقوم منذ اكتشاف البرنامج النووي غير المعلن لإيران منذ عامين بتقديم تقرير إلى كل اجتماع لمجلس الأمناء يتضمن التطورات حول أنشطة التحقق والتفتيش الصارم الذي تجريه الوكالة وعدم التساهل مع أية مخالفات يتم اكتشافها، وحث إيران الدائم لإبداء مزيد من التعاون والشفافية، هذا إلى جانب تأييد المحادثات الإيرانية ـ الأوروبية للتوصل إلى حل شامل للملف الإيراني.

من ناحية أخرى، أعربت إيران للمرة الأولى أمس عن دعمها الكبير لإعادة انتخاب محمد البرادعي، معتبرة أن ذلك سيكون نتيجة «إجماع» ضد الولايات المتحدة.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي للصحافيين «نأمل في أن يعاد انتخابه (البرادعي) لأنه تم التوصل إلى إجماع حوله ووجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة».

وهذه المرة الأولى التي تقدم فيها إيران التي خصص البرادعي منذ أكثر من عامين وقتا كبيرا لدرس ملفها النووي، مثل هذا الدعم للمدير العام للوكالة.

وكانت إيران ترفض حتى الآن اتخاذ موقف علني لتأييد أو معارضة المدير العام وتطالب بسحب ملفها من جدول أعمال الوكال