مجموعة من ضباط الشرطة والجيش السابقين تقود مخططات المستوطنين ضد خطة الفصل

تعمل بسرية وتثير قلق السلطة على شارون والحرم القدسي

TT

باتت قيادة أجهزة الأمن الاسرائيلية على قناعة تامة بأن هناك مجموعة من الضباط الكبار السابقين في الشرطة والمخابرات والجيش الاسرائيلي، تقف وراء نشاطات المستوطنين ضد خطة الانسحاب من قطاع غزة ، وان هذه المجموعة تضع تحت تصرف المستوطنين جلّ الخبرات التي اكتسبتها في الحروب والمعارك الاسرائيلية وتحولها الى سلاح ضد أجهزة الأمن باتقان بالغ.

وتقول مصادر مقربة من طواقم قيادة الجيش، ان هؤلاء الضباط السابقين لم يكشفوا بعد لأنهم يعملون بشكل سري للغاية، وكأنهم عصابة ارهاب منظم. يجتمعون في أماكن غير ثابتة ويعيشون ويتنقلون بطرق عسكرية واستخبارية ناجحة. ويتعاملون بلغة شيفرة خاصة بهم ويديرون مخططاتهم بطريقة عسكرية متطورة. وهم يحرصون على البقاء في الظل، بشكل لم تشهد اسرائيل مثيلا له في كل تاريخها. وقد توصلت القيادات الأمنية الاسرائيلية الى هذه القناعة، بعد ان نجح المستوطنون في تنفيذ عدد من الاساليب الاحتجاجية الفريدة التي لم تستخدم في أعمال احتجاج سابقة في اسرائيل او حتى في دول أخرى، مثل اقفال 60 دائرة حكومية في آن واحد واقفال المدارس أو تخريب ماكينات البنك الاوتوماتيكية في بلدة ما في يوم واحد واختيار مناطق عمل مفاجئ باستمرار، بما في ذلك اغلاق الشوارع الرئيسية بين المدن ومفارق الطرق من دون ان تحس بهــا الشرطـة قبـل التنفيذ.

وتخشى القيادة الاسرائيلية ان تكون كل هذه النشاطات مجرد عمليات جس نبض ستتلوها عمليات أكبر وأخطر. فالخبرات المتوفرة لدى هؤلاء الضباط تمكنهم من تنفيذ أخطر العمليات العسكرية، وبضمن ذلك الاغتيالات والتصفيات. وهم يعرفون ليس فقط طرق الهجوم المتبعة في الجيش الاسرائيلي وحسب، بل يعرفون أيضا الطرق الدفاعية ويعرفون ايضا اسلوب عمل حراس المخابرات الذين يحيطون بالمسؤولين الحكوميين، مثل رئيس الوزراء ونوابه ووزراء الدفاع والخارجية وغيرهم. ويعرفون أماكن سكن جميع الضباط الكبار، في الجيش وغيره من الأجهزة الأمنية. ولهذا فانهم قادرون على اختراق كل الحواجز والوصول الى كل من يريدون الوصول اليه ولأي غرض كان.

وتتحسب المخابرات من ان يفاجئوها بعمليات خطيرة في اللحظة الأخيرة قبل تطبيق خطة الفصل، مما سيؤدي الى حدوث فوضى من شأنها ان تتسبب في تعطيلها. والخوف هو بالأساس من عمليتين تعتبران متوقع التفكير فيهما لدى عناصر الارهاب اليهودي والمستوطنين المتطرفين، هما:

ـ اغتيال رئيس الوزراء، أرييل شارون، الذي يعتبر اليوم العدو الأول لهؤلاء المتطرفين. وهم واثقون تماما من ان اغتياله سيسقط خطة الفصل بشكل نهائي. ومع ان شارون بات اليوم القائد الذي يحظى بأكبر وأمتن حزام حراسة أمني في اسرائيل وربما في العالم، الا ان المخابرات تخشى من ان يكون الضباط العاملون في خدمة المستوطنين مطلعين على مخططات حمايته وضالعين في أسلوب عمــل جهــاز حراسة شـارون.

ـ الاعتداء على الأقصى أو غيره من أركان الحرم القدسي الشريف. وهو الأمر الذي كان جهاز المخابرات الاسرائيلية العامة (الشاباك) قد لفت النظر اليه منذ عدة شهور وتم الكشف قيل شهر عن مجموعة من الارهابيين اليهود الذين بدأوا يعدون مخططا عسكريا تفصيليا استهدف بشكل واضح اطلاق صواريخ لاو باتجاه الأقصى من أحد البيوت اليهودية داخل اسوار القدس القديمة أو انزال بالون مفخخ فوقه.

وكان رئيس جهاز المخابرات السابق، آفي ديختر، قد صرح في نهاية الأسبوع الماضي بأن هذين الخطرين محدقان، لكنه اعتبر اغتيال شارون ذا احتمالات أكبر بالنسبة للمتطرفين. ورفض ان يفسر قوله. الا ان مصادر عليمة أفادت بأن سبب هذا الموقف يعود الى خطة الدفاع عن الأقصى التي وضعها ديختر في زمن مسؤوليته، حيث تنتشر دوريات شرطة باستمرار وعلى مدى 24 ساعة في محيط الحرم والبلدة القديمة وسلاح الجو الاسرائيلي يقف على أهبة الاستعداد للتصدي الى أي جسم طائر مشبوه وهناك ما لا يقل عن 200 ضابط مخابرات ينتشرون بشكل خفي داخل القدس والحرم. أما شارون فانهم يخشون من ان يتمكن أحد الغاضبين من الوصول الى أحد مواكبه. ويفجر نفسه فيه.