بحث صفقة عسكرية قيمتها 1.5 مليار دولار خلال زيارة لوزير دفاع روسيا البيضاء للجزائر

TT

أنهى وزير دفاع جمهورية روسيا البيضاء الجنرال ليونيد سمينفونش مالتسيف أمس، زيارة للجزائر دامت ثلاثة أيام، وصفتها مصادر بـ«المهمة»، كونها جاءت في إطار سعي المؤسسة العسكرية الجزائرية، إلى تنويع مصادر شراء الأسلحة، وتدريب الضباط في أشهر المدارس الحربية. وقال بيان مقتضب لوزارة الدفاع الجزائرية أمس، إن اللواء أحمد قايد صالح، قائد الأركان الجيش الجزائري، استقبل وزير دفاع جمهورية بيلاروسيا أول من أمس، مشيرا إلى أن «المحادثات بين الطرفين، تطرقت إلى الوضع الراهن للتعاون العسكري الثنائي، وآفاق تطويره». وتحفظت وزارة الدفاع عن تقديم تفاصيل أكثر عن زيارة مالتسيف، غير أن مصادر عليمة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة المسؤول العسكري البيلاروسي مرتبطة بصفقة شراء مطاردات من نوع «ميغ 29»، التي أبرمها رئيس الأركان السابق الفريق محمد العماري مع المسؤولين العسكريين الروس، لدى زيارته روسيا عام 2003 . وبطلب من موسكو انطلقت شركة «بيتلخبكسبورت» بروسيا البيضاء في إنتاج 36 طائرة من نوغ ميغ 29، لفائدة وزارة الدفاع الجزائرية، وتبلغ قيمة الصفقة، حسب الصحافة الروسية المتخصصة في الأسلحة 1.5 مليار دولار.

ويشمل التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا البيضاء، برنامجا واسعا تستفيد الجزائر بفضله من تحديث عتادها العسكري، من أهمه شراء وتطوير أنظمة صواريخ من طراز «تور أم1» و«سيرتش». وتأتي زيارة الجنرال مالتسيف في سياق اهتمام مركز من جانب السلطات الجزائرية، قصد تفل تعاونها العسكري، خاصة في مجال محاربة الإرهاب، مع جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا. وكان الفريق العماري مهد الطريق لذلك، من خلال زياراته لروسيا وأوكرانيا، ما بين سنتي 2001 و2003 . وفسرت مصادر جزائرية مسؤولة هذا الاهتمام، بحرص المسؤولين العسكريين، على البحث عن أفضل الشركاء لتطوير سلاح الطيران، وسلاح البحرية وسلاح الدفاع عن الإقليم. وأشارت ذات المصادر إلى أن الجزائر «تلقت مساعدات مهمة من روسيا، عندما كانت تحارب الجماعات المسلحة في أواسط التسعينيات، وفي وقت رفضت أوروبا تزويدها بالسلاح، بدعوى أن الحرب التي تجري في الجزائر غامضة». ففي تلك الفترة وبعدها استعانت الجزائر في محاربة الجماعات المسلحة، بحوامات من طراز «م أي17»، ونماذج محسنة من حوامات «م أي 24»، التي استخدمها الاتحاد السوفياتي سابقا في حرب أفغانستان، إلى جانب طائرات «سوخوي 24»، التي أنتجتها مصانع «نوفوسيبرسك إيركرافت بروداشكن» بسيبيريا، والتي وظفها الجيش الجزائري في المراقبة والاستكشاف.