الخرطوم و«تجمع» المعارضة نحو توقيع «اتفاق نهائي» السبت بحضور مبارك والبشير

مفاوضات القاهرة: الأربعاء ختام الجولة والخميس لقاء طه وقرنق والميرغني لوضع اللمسات النهائية

TT

في اجواء من السرية والتكتم الشديدين، انطلقت امس في القاهرة الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الحكومة السودانية ومعارضيها في «التجمع الوطني الديمقراطي» (تحالف المعارضة) برعاية السلطات المصرية. وحسب البرنامج المعلن مسبقا فان على المفاوضين من الطرفين التوصل الى اتفاق نهائي بحلول بعد غد الاربعاء، تعقبه الخميس جلسة ثلاثية يشارك فيها نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق، وزعيم التجمع محمد عثمان الميرغني، لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق، على ان تعقد جلسة السبت لاقامة مراسم احتفالية كبيرة للتوقيع بمشاركة الرئيسين المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير. وشهد الأسبوعان الماضيان ترتيبات جيدة ساهم فيها الوسيط المصري بتذليل العقبات التي أدت إلى تعثر المفاوضات السابقة، وبناء أرضية قوية لتحقيق نتائج سريعة ونهائية. وكانت أهم العقبات التي شهدتها الاجتماعات السابقة وعلقت على أثرها، هي مسألة زيادة نسبة مشاركة المعارضة في لجنة اعداد الدستور. واقترحت الحكومة وقتها بأن تضاعف مرتين نسبة مشاركة التجمع على ألا يكون لهم حق التصويت، وهذا ما رفضته المعارضة. كما أن مسألة اعادة انتشار قوات التجمع لم تحسم حتى الآن لتباين الآراء بين الطرفين، حيث ترى الحكومة ضرورة تسريحهم بعد الاتفاق مع التجمع، فيما يرى التجمع الوطني الديمقراطي ضرورة الاحتفاظ بهم كضمان لتنفيذ الاتفاق إلى حين انهاء الفترة الانتقالية. وهذه الموضوعات المعلقة مثار الخلاف تكاد تكون قد حسمت إلى حد كبير تقريباً. وكشفت مصادر سودانية معارضة أن وفد التجمع دخل إلى المفاوضات بقلب مفتوح، مشيراً إلى أن هناك تقارباً وتفهماً قد حدث من خلال جهود بذلت ليتم التوقيع في موعده، وأكدت أن المرحلة أصبحت لا تحتمل المزيد من الصدامات والخلافات على حساب الشعب السوداني. وكشفت المصادر أن توجيهات قد صدرت من رئيس التجمع الوطني محمد عثمان الميرغني والنائب الأول للرئيس السوداني لوفديهما بالعمل على انجاز الاتفاق في موعده وان يتحليا بالمرونة والتقدير السليم للموقف بعيداً عن الخلفيات وحساسيات الماضي. كما أكدت مصادر قريبة الصلة من المفاوضات أن التوقيع النهائي على الاتفاق لم يعد قابلاً للاحتمالات انما سيكون حتمياً. وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان (وهي عضو في التجمع الوطني) ياسر عرمان للصحافيين امس، ان «الدورة الحالية مهمة للغاية وستتناول كل الجوانب السياسية والعسكرية». واضاف عرمان «من المقرر ان يتم توقيع اتفاق نهائي في ختام جولة المحادثات». وكان وزير الاعلام السوداني عبد الباسط سبدرات صرح السبت ان وفد حكومته «ذاهب الى القاهرة للتوصل الى اتفاق سلام نهائي مع التجمع الوطني». وقال مصدر في مطار القاهرة ان زعيم الحركة الشعبية جون قرنق الذي سيشارك في المحادثات وصل الى العاصمة المصرية صباح امس قادما من الولايات المتحدة حيث التقى مسؤولين اميركيين.