الحريري يطلق من طرابلس العد العكسي لانتخابات الشمال : الكلام عن محاربة الفساد وعن الإصلاح مشاريع لا تطعم الناس

جنبلاط يرسل «إشارات هادئة» باتجاه لحود وعون

TT

قبل خمسة ايام من الجولة الرابعة والاخيرة للانتخابات النيابية في شمال لبنان الاحد المقبل، انطلق العد العكسي امس من بيروت حيث زار زعيم «تيار المستقبل» النائب المنتخب سعد رفيق الحريري مقر «الجماعة الاسلامية» والتقى امينها العام الشيخ فيصل المولوي، قبل ان ينتقل الى طرابلس لمتابعة التحضير لمعركة التيار في دائرتي الشمال الاولى والثانية.

واثر لقائه الشيخ المولوي، قال الحريري: «جئت للتباحث مع الشيخ فيصل واخواننا في الجماعة في سبل تقوية وتعزيز العلاقات بيننا. وهذه العلاقات كانت دائماً وطيدة ومتينة مع الجماعة. واليوم اتينا لنؤكد هذه العلاقة التاريخية بيننا وبينهم والتي كانت وستستمر في المستقبل». واضاف: «في الاصل لدينا علاقات وتحالفات سابقة مع الجماعة الاسلامية. ونحن نتابع نفس الطريق ونعتبر انفسنا واياهم حلفاء منذ فترة طويلة. ونحن سنكمل الحديث معهم».

ولدى وصوله الى طرابلس ظهر امس، استقبل الحريري مجلس بلدية المدينة برئاسة رشيد جمالي الذي دعا الى «نزول الناس الى صناديق الاقتراع وممارسة حقهم». واستقبل ايضاً قاضي طرابلس الشرعي رئيس المحكمة الشرعية الشيخ مالك الشعار. واقام مأدبة غداء لرؤساء بلديات ومخاتير عكار وبشري والضنية حضرها اعضاء «لائحة الوحدة الوطنية ـ 14 مارس» التي يدعمها «تيار المستقبل».

وتحدث الحريري واصفاً الانتخابات بأنها «معركة اساسية ضد تيار المستقبل ومسيرة رفيق الحريري ومشروعه (...) وما سمعناه من كلام عن محاربة الفساد وعن الاصلاح الاداري، هذه مشاريع لا تطعم الناس لوحدها». ولفت الى «ان هناك من يريد ان يلغي اتفاق الطائف الذي نلتزم تطبيقه لانه المشروع الذي اوقف الحرب في لبنان وهو اساس للمصالحة الوطنية».

وشدد الحريري على انه جاء ليكمل مشروع والده الشهيد «ولن تثنينا التهديدات عن ذلك» مؤكداً على تحالفه مع «القوات اللبنانية» التي «تؤمن بالطائف والعيش المشترك». وقال: «نحن فخورون بالناس الذين يسيرون معنا. هؤلاء اناس اوادم وحاربوا معنا في الايام الصعبة».

واكد قاضي شرع عكار الشيخ اسامة الرفاعي «الاستمرار في نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الشأن الانتخابي الذي ينبغي ان يحافظ على الوحدة الوطنية».

الى ذلك، اثنى زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على سعد الحريري، واصفاً اياه بأنه «انسان طيب ولديه استعدادات جيدة». وقال رداً على سؤال عن توجيه الحريري التهنئة له بفوزه في الانتخابات: «هذه كلمة جيدة جداً من قبله. ونحن لسنا ضد الحوار، ولكن حول النائب سعد تكثر الاشواك. وهناك اشخاص يحيطون به ويؤذونه. وقد لاحظت حين التقيت به انه انسان طيب ولديه استعدادات جيدة».

وفي محطة اخرى من الشأن الانتخابي، اطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اشارات هادئة باتجاه خصمه السياسي العماد عون ورئيس الجمهورية العماد اميل لحود. وقال في مؤتمر صحافي عقده امس في قصره في المختارة: «اهلا وسهلا بلحود اذا كان سيبقى سنتين في الحكم. واذا اراد، نحن والعماد عون نجدد له اذا كان الاخير سيجدد له. اما اذا كان عند العماد عون مشروع ليأتي رئيسا، فأهلا وسهلا، لا مشكل. بالعكس، نقبلها بكل روح رياضية وشفافية». واضاف: «نحن اكثر من اي وقت مضى معجبون ببرنامج العماد عون الاصلاحي، محاربة الفساد، العلمانية، اللاطائفية».

وفي بكركي، كان الشأن الانتخابي ايضاً محور مداولات البطريرك الماروني نصر الله صفير مع زواره امس، ولا سيما رئيس واعضاء مجلس نقابة المحررين الصحافيين. ونقل النقيب ملحم كرم عن البطريرك قوله: «ان الفترة صعبة ونأمل في ان تفتح الانتخابات صفحة جديدة لعودة لبنان الى ما كان عليه».