الدردري أول نائب رئيس وزراء للشؤون الاقتصادية في سورية من خارج حزب البعث

تعيينه قطع الطريق على تكهنات بتعديل وزاري واسع

TT

أصدر الرئيس السوري بشار الاسد أمس مرسوما تشريعيا عين فيه عبد الله الدردري نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، في سابقة تعتبر الاولى من نوعها منذ تسلم حزب البعث مقاليد السلطة في سورية يتم فيها تعيين مسؤول في هذا الموقع من خارج الحزب.

وذكر بيان رئاسي سوري ان الرئيس الاسد استقبل أمس الدردري بعد تأديته اليمين القانونية امامه وزوده بتوجيهاته وتمنى له النجاح والتوفيق في مهامه الجديدة.

وكان الدردري يشغل منصب رئيس هيئة تخطيط الدولة في سورية، وسبق له ان لعب دورا كبيرا في المفاوضات الخاصة بالشراكة السورية الاوروبية كما لعب دورا كبيرا في اغلاق ملف الديون الروسية على سورية. ورأت مصادر أن تعيين الدردري الآن نائباً لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية من دون إجراء تعديل على الحكومة السورية، قد يعطي مؤشراً إلى عدم وجود نية لدى القيادة السورية إجراء تغيير أو تعديل وزاري في وقت قريب، كما جاء تعيينه ليدحض ما تردد في الآونة الأخيرة حول احتمال تكليفه وهو غير بعثي بتشكيل حكومة سورية جديدة، وليغلق الباب امام اجتهادات عن تعيين شخصية غير بعثية في رئاسة الحكومة السورية، حيث بات يشترط بموجب قرار المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث ان يكون رئيس الحكومة بعثيا باعتباره سيكون بصورة أوتوماتيكية عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث وهو امر من غير المنطق أو الممكن حدوثه لشخصية غير بعثية.

وعبد الله الدردري دمشقي من مواليد 1964 وكان والده عبد الرزاق الدردري ضابطاً في الجيش السوري برتبة لواء، وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة ريتشموند الأميركية في لندن وماجستير بالعلاقات الدولية من البرنامج البريطاني لجامعة جنوب كاليفورنيا ودبلوم في علوم الحاسب من جامعة ريتشموند ودراسات عليا في اقتصاد البيئة التطبيقي ودبلوم جامعي باللغة الفرنسية المتخصصة بالاقتصاد من جامعة غرينوبل الفرنسية.

وبدأ الدردري حياته العملية كباحث اقتصادي في مكتب جامعة الدول العربية في لندن بين عامي 86 و88 وعمل محررا للشؤون الدولية في صحيفة الحياة بلندن عامي 88 و89، ثم مديراً لمكتب صحيفة الحياة بدمشق بين89 و93، ومديرا وطنيا لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في سورية بين عامي 93 و96، ثم مستشارا لدى مركز الاعمال السوري الاوروبي عامي 96 و97 فرئيساً لقسم ترويج التجارة العربية في صندوق النقد العربي من عام 97 حتى 2001، ومعاونا للممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في سورية من عام 2001 الى عام 2003 الى ان تم تعيينه رئيسا لهيئة تخطيط الدولة في سورية عام 2003 والذي استمر فيه حتى الآن حيث صدر مرسوم رئاسي بتعيينه نائبا لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية.