فرق من القضاء والدفاع والشرطة تراقب الانتخابات خوفا من «حركة منظمة» تستهدف تدميرها

مسلحون في جميع مراكز الاقتراع بأنحاء إيران

TT

طهران ـ أ.ف.ب: قبيل توجه الناخبين الإيرانيين اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار خليفة للرئيس محمد خاتمي، حذرت السلطات مما اعتبرته «حركة منظمة» لعرقلة سير التصويت، وشكلت فرقا خاصة لمراقبة الانتخابات.

وكانت الحملة الانتخابية قد تخللها الكثير من الإشاعات وتبادل الاتهامات والاعتداءات على بعض المرشحين وأنصارهم ومراكزهم.

وحذر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته من «حركة منظمة» أثرت سلبا في سير الحملة الانتخابية. وقال خاتمي في رسالة إلى وزيري الداخلية، عبد الواحد موسوي لاري، والاستخبارات، علي يونسي: «ألاحظ بأسف وقلق أن هناك حركة منظمة تهدف إلى عرقلة سير الانتخابات». وأشار إلى «شغب خلال التجمعات وأعمال عنف استهدفت أشخاصا، وتوزيع منشورات غير شرعية، ونشر أكاذيب تهدف إلى الإساءة إلى سمعة المرشحين من دون تمييز بين توجهاتهم السياسية».

وطلب من الوزيرين «كشف هوية الذين يقفون وراء هذه الحركة المنظمة والتعرف عليهم بسرعة وتقديمهم إلى العدالة».

وأضاف خاتمي في رسالته: «لا يمكنني أن أقبل بهذا الميل التدميري، الذي يؤثر سلبا في حقوق المواطنين وأمن الانتخابات». إلا أنه عبر عن قناعته بأن هذه الأحداث، كما اعتداءات الأحد التي أدت إلى مقتل بين ثمانية إلى عشرة أشخاص حسب المصادر، لن تؤثر في «حكم الشعب ورغبته بالمشاركة في الانتخابات».

وشكا بعض المرشحين من اعتداءات وتهجمات تعرضوا لها مع أنصارهم في مراكزهم خلال الحملة.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس، إن وزير الداخلية أصدر تعميما تضمن قرارا بتشكيل فرق تفتيش خاصة بالانتخابات. ويطلب التعميم من محافظي البلاد تشكيل لجان تفتيش خاصة مؤلفة من قاض خاص ومفتش يمثل وزارة الدفاع وعناصر من الشرطة، لمراقبة سير العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع، والتصدي لمنتهكي القانون الانتخابي.

وأعلن موسوي لاري، أن شرطيين مسلحين سيكونان في كل مركز من مراكز الاقتراع البالغ عددها 41 ألفا في كل أنحاء البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن قائد الشرطة في العاصمة مرتضى طلائي قوله إن عشرين ألف عنصر سيتولون الإشراف على حسن سير الانتخابات في مدينة طهران وحدها، وإنهم في حالة استنفار لهذه المهمة منذ صباح أمس الخميس إلى صباح غد السبت.

وأضاف ان السيارات ستمنع من التوقف في محيط يمتد على خمسين مترا حول مراكز الاقتراع في طهران البالغ عددها 3276. وستتم «محاربة»، أي دعاية انتخابية، بعد انتهاء فترة الدعاية الرسمية مساء أمس.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية سبعة مرشحين بعد أن أعلن المرشح الثامن قائد حراس الثورة الإيراني السابق، محسن رضائي، مساء الأربعاء، الانسحاب من السباق الرئاسي بهدف عدم تشتت أصوات المحافظين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أياً من المرشحين لن يحصل على الغالبية المطلقة من أصوات المشاركين في الاقتراع التي تخوله الفوز بالرئاسة من الدورة الأولى مما يرجح إجراء دورة ثانية يتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا على النسبة الأعلى من الأصوات.

وفي طهران، رفضت الحكومة الإيرانية، تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، حول نشاطاتها النووية، معتبرة أنها تناقض الاتفاق، الذي تم التوصل اليه مع الاتحاد الأوروبي، وطالبت الأوروبيين بتضمين اقتراحاتهم المقبلة، اعترافا بحقها في تخصيب اليورانيوم.

وكان شيراك وبلير، قد أعلنا أول من أمس، «التزامهما مواصلة الجهود، بهدف التوصل الى تخلي ايران، بشكل كامل عن كل نشاطات تخصيب اليورانيوم».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي، بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام الرسمية، «لن نتخلى عن حقنا المشروع، في استخدام التكنولوجيا النووية».

وأضاف «هذه التصريحات تتعارض مع مفاوضات الجمهورية الاسلامية الايرانية والاتحاد الأوروبي».

وتابع أن إيران «تنتظر الاقتراح الأوروبي الشامل، بما فيه الاعتراف بحق ايران في عملية تخصيب اليورانيوم».

وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، بينما يخشى المجتمع الدولي أن يتم استخدامه لانتاج القنبلة الذرية.

وقد تعهدت إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم، في انتظار أن يتقدم الاتحاد الأوروبي، باقتراحات لاتفاق تعاون معها بحلول يوليو (تموز) المقبل.