نواب الأردن يطيحون الفريق الاقتصادي في حكومة بدران

عوض الله: سأبقى في خدمة الأردن بأي موقع

TT

في خطوة استباقية، رضخت الحكومة الأردنية لمطالب النواب الذين يهددون بحجب الثقة عنها اذا لم تستجب لمطالبهم، فيما يجري رئيس الحكومة الدكتور عدنان بدران اللمسات الاخيرة على التعديل الوزاري. وقد صدر مرسوم ملكي امس بالموافقة على استقالة رئيس الفريق الاقتصادي في الحكومة الدكتور باسم عوض الله وزير المالية، فيما اعتبر النواب والمراقبون استقالته بأنها تحقيق لمطالب النواب الـ 48 الذين يهددون بحجب الثقة عن الحكومة. واوضحت مصادر رئاسة الوزراء لـ «الشرق الاوسط» ان استقالة عوض الله تتيح الفرصة لإجراء تعديل او تغيير في مناصب الفريق الاقتصادي الذي يشكو منه النواب ويطالبون بتغييره. كما اوضحت ان هذه الاستقالة تعتبر تأكيداً للتعديل الوزاري الذي سيجري قبل يوم الأحد المقبل، وهو الموعد المحدد للقاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني للنواب الذين هددوا بحجب الثقة عن الحكومة. ويطالب النواب الـ 48 الذين اصطلح على تسميتهم «نواب حجب الثقة»» بإعفاء الفريق الاقتصادي في الحكومة الذي يقوده الدكتور باسم عوض الله ويضم في عضويته وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي ووزير الصناعة والتجارة الدكتور تيسير الصمادي. كما يطالبون بتعيين وزراء من محافظات الجنوب والبادية. من ناحية اخرى، يبدأ الملك عبد الله الثاني سلسلة من اللقاءات مع الكتل البرلمانية، اعتباراً من بعد غد الأحد، بمن فيهم النواب الذين يهددون بحجب الثقة عن الحكومة للتباحث في جدول أعمال الدورة البرلمانية الاستثنائية، المقرر عقدها قبل نهاية الشهر الحالي، بالاضافة الى تطويق الأزمة بين الحكومة والنواب. وقالت مصادر رئاسة الوزراء ان الحكومة الأردنية نزعت فتيل أزمتها مع مجلس النواب باستقالة الوزير عوض الله، موضحة انه بخروجه ستصبح فرص نيل الحكومة الثقة اكبر بعد اعلان بدران عن إجراء تعديل وزاري محدود يدخل فيه ثلاثة او اربعة وزراء من محافظات الجنوب. وكانت افكار وبرامج عوض الله الاقتصادية قد أثارت حفيظة مجلس النواب مما دعاه للتوقيع على مذكرة حجب الثقة من 48 نائباً، اضافة الى اقصاء حكومة بدران لأبناء الجنوب من التمثيل في حكومته. وقد أثار عوض الله قبل ثلاثة ايام حفيظة المراقبين بإعلانه عن نية وزارة المالية ضم مؤسسة الضمان الاجتماعي للوزارة لتصبح أموال المؤسسة تابعة لأموال خزينة الدولة، مما اضطر رئيس الوزراء للخروج بتصريحات صحافية وطمأنة المواطن الأردني على أنه لا يمكن الاقتراب من أموال المواطنين او المساس بها. يذكر ان استقالة عوض الله من الحكومة هي الثانية خلال العام الحالي، حيث خرج بنفس الطريقة من حكومة فيصل الفايز التي كان يشغل فيها وزارة التخطيط إلا انه عاد بعد 53 يوماً وزيراً لأهم وزارة اقتصادية في الحكومة. من جانبه، اكد الوزير المستقيل الدكتور عوض الله أنه قدم استقالته إرادياً ومقتنعاً، وانه سيبقى رهن اشارة الملك عبد الله الثاني في البذل والعطاء خدمة للأردن. وقال في بيان أصدره امس بعد الاعلان عن استقالته ان الاصلاح لن يعدم رواداً من ابناء الأردن وبناته، موضحاً ان الاردن نابض بالكفاءات، وان الملك عبد الله هو رائد المسيرة وقائدها المظفر.