التوتر يتصاعد بين المتنافسين في انتخابات الشمال والحريري يصفها بـ «الأهم» في تاريخ لبنان

سجال عنيف بين وزيري الداخلية السابق والحالي

TT

تصاعدت حدة التوتر الناجم عن الحملات الانتخابية في شمال لبنان امس، استعداداً للمرحلة النهائية من الانتخابات النيابية التي تحط رحالها اليوم في محافظة الشمال المقسمة الى دائرتين والتي تجري اساساً بين تيارين، الاول يضم «تيار المستقبل» وحلفاءه من «القوات اللبنانية» وقرنة شهوان وفاعليات طرابلسية ، ويضم الثاني تحالف العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وقيادات شمالية اخرى، أبرزها في طرابلس النائبان السابقان عبد المجيد الرافعي واحمد كرامي، وفي عكار النائب مخايل الضاهر والنائب السابق طلال المرعبي.

وقد ترجم هذا التوتر تراشقاً بالاتهامات بين اللوائح وداعميها، كما انعكست على الارض مواجهات بين انصار الطرفين، اضطر الجيش اللبناني الى التدخل لوقفها بعد وقوع إصابات في صفوف المتعاركين.

وقد اتهم وزير الداخلية السابق النائب فرنجية وزير الداخلية الحالي حسن السبع بـ «عدم الحيادية» ، معتبراً انه «يلتزم بما يطلب منه». وعقد فرنجية مؤتمراً صحافياً مفاجئاً بعد ظهر امس ابرز خلاله بياناً صادراً عن الوزير السبع مصدره فندق «كوالتي إن» الذي يتخذه سعد الدين الحريري مقراً له في الشمال.

وأعلن فرنجية عن زيارة لـ «الجماعة الاسلامية» طلباً لدعمها في الانتخابات، متوقعاً ان يكون موقفها شبيهاً بموقف الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي الذي اعلن تأييده لتحالف عون ـ فرنجية.

اما عون فكرر اتهامه للائحة المنافسة بـ «شراء الضمائر» معتبراً ان هناك اصحاب مليارات وملايين يوزعون الاموال، مسمياً عقيداً متقاعداً قال انه يقوم بهذه المهمة، وتحدث عن ضبط العديد من الحالات.

وكان سجال سبق المؤتمر الصحافي بين الوزير السبع وفرنجية الذي سخر من السبع في حديث تلفزيوني ليل امس، متسائلاً عن سبب عدم قيامه بمداهمة مقر أشيع ان ضابطاً سورياً يقيم فيه، قائلاً ان الوزير السبع «اصبح بسين (قطاً)». وقد رد عليه السبع امس معتبراً ان فرنجية «ربما استاء من رؤية التقدم الحاصل في وزارة الداخلية». مفضلاً ترك الرد الفصل عليه الى ما بعد الانتخابات.

وامس وصف النائب المنتخب سعد الحريري الانتخابات التي ستجري في الشمال بأنها اهم «الانتخابات في تاريخ لبنان وتشكل فرصة فريدة للتغيير نحو الافضل ولخلق فكر جديد وقيام مصالحة وطنية حقيقية بين اللبنانيين». واكد ، امام الزوار الذين توافدوا الى مقر اقامته في طرابلس لادارة المعركة الانتخابية، «اهمية المعركة الانتخابية» وقال: «لدينا برنامج انمائي وخدماتي لكل مناطق طرابلس والشمال وان شاء الله سنعمل على تنفيذه قريباً».

وكان الحريري أقام مساء اول من امس حفل عشاء حضره حشد كبير من العائلات الطرابلسية في مقر اقامته. وتحدث امامهم فقال: «ان تقرير نتائج الانتخابات غداً (اليوم) هو بأيدي ابناء طرابلس والشمال، ومعركتنا القائمة حالياً هي ضد رموز الفساد والاشخاص الذين ألحقوا الضرر والخراب بهذا البلد. ان معركتنا ليست ضد الأوادم والشرفاء وان كانوا مرشحين في مواقع متنافسة لأننا نفرق جيداً بين هؤلاء وبين الذين عاثوا فساداً وشكلوا درع حماية لنظام الوصاية وحكم الأجهزة طوال السنوات الماضية. وعندما اقول صوتوا ضد الذين قتلوا رفيق الحريري، فنحن نقصد الرموز الذين حرضوا او غطوا هذه الجريمة الارهابية. ادعوكم للاقتراع بكثافة الاحد المقبل (اليوم) لكي نحافظ على الوحدة التي تجلت في الرابع عشر من مارس (اذار) (التظاهرة الكبرى التي طالبت بمعرفة الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الحريري) ومواجهة محاولات الغائه من رموز الفساد والاجهزة وانا واثق من ان اصواتكم هي التي ستفشل محاولاتهم».

وفي المقابل اكد مرشح «التيار الوطني الحر» عن المقعد الماروني في البترون جبران باسيل، ان الوضع الانتخابي للتيار في الشمال «جيد»، لافتاً الى ان التيار «يسعى لتثبيت نفسه في المواقع غير المسيحية»، معتبراً ان «اي مقعد للتيار غير مسيحي يساوي خمسة مقاعد مسيحية». وقال في حديث ادلى به امس، ان الانتخابات «مرحلة انتقالية من الوصاية الى الاستقلال وكان يجب ان تأخذ وقتاً اطول وتحضيراً اكبر». متهماً «الفئة التي شاركت معنا في انتفاضة الاستقلال بانها انقلبت على الانتفاضة في الحكومة التي قامت على تفاهم بين رئيس الجمهورية (اميل لحود) و«تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله» وحركة «امل» وبالتالي قبلت برعاية خارجية».

ورفض باسيل اعتبار عودة العماد عون بانها صفقة تمت مع رموز السلطة والاجهزة السورية، وقال: «ان عون عندما قرر العودة لم يستشر احداً بل قرر العودة عندما رأى ان الشعب اللبناني قادر على حمايته وهذا ما كان يردده على مدى عشر سنوات».

واكد باسيل «غياب التدخل السوري في تشكيل اللوائح في الشمال». وقال: «ان من اصبح نائباً بدعم سوري ليس لديه الحق بالقول ان سورية تشكل اللوائح الانتخابية. وكل منطقة الشمال تعلم بدعم المخابرات لوصول النائب بطرس حرب الى المجلس عندما كان عضواً على لائحة النائب سليمان فرنجية، وبالتالي كيف نتهم اليوم بالتحالف مع النائب فرنجية بعد خروج سورية من لبنان؟!».

وقال باسيل انه «سبق للنائب حرب ان زار في العام 2004 عنجر (المقر السابق لرئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت في لبنان) وقدم للعميد رستم غزالي رئيس هذا الجهاز برنامج ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وقد نشر هذا الخبر في جريدة النهار». الا ان مكتب النائب حرب رد نافياً جملة وتفصيلاً هذا الخبر مطالباً بأن يذكر باسيل رقم عدد صحيفة «النهار». وقد عاد باسيل وعقد مؤتمراً صحافياً قال فيه ان الخبر وارد في صحيفة «الانوار» وأبرز صورة عن الخبر.

واصدر مكتب حرب بياناً اعلن فيه انه التقى غزالي مرة واحدة على مائدة غداء للنائب ايلي سكاف وان الحديث تطرق الى «الممارسات السورية في لبنان» وان حرب ركز على ضرورة استعادة لبنان سيادته وقراره الحر.

هذا وزار رئيس الجمهورية السابق امين الجميل امس داعماً كلاً من النائب بطرس حرب في دارته في البترون في حضور مرشح «القوات اللبنانية» انطوان زهرا، والنائب فريد مكاري في بلدته أنفة في الكورة.