رايس تزور المنطقة وتحث شارون وأبو مازن على إنجاح لقائهما بعد غد والتنسيق في تطبيق «خطة الفصل»

قالت لهما إن «المتطرفين في الجانبين يراهنون على فشلكما»

TT

أكدت مصادر أميركية في تل أبيب، أمس، ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، تحمل الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، آرييل شارون، رسالة مفادها ان عليهما انجاح اللقاء المقبل بينهما، المقرر بعد غد، من خلال الاتفاق على التنسيق المشترك في تطبيق «خطة الفصل» بشكل كامل وشامل «لأن المتطرفين في الجانبين يراهنون على فشلكما في هذه الخطوة».

وقالت المصادر ان الغرض الأساس من الزيارة التي بدأتها رايس، أمس، الى منطقة الشرق الأوسط، هو العمل على انجاز هذا التنسيق على جميع الاصعدة وفي كل المجالات. وأضافت ان على الفلسطينيين ان يضمنوا بشكل صارم اتمام الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وبعض المناطق في شمال الضفة الغربية واخلاء المستعمرات بهدوء ومن دون السماح للتنظيمات الفلسطينية المسلحة باطلاق رصاصة واحدة. كما قالت ان على الاسرائيليين ان ينفذوا الانسحاب في الوقت المقرر من دون تأجيل وان يكون انسحابهم كاملا من كل المناطق الفلسطينية، بما في ذلك الشريط الحدودي فيلادلفيا (الحدود الفلسطينية - المصرية)، وايجاد حل معقول ومقبول من الطرفين في موضوع البيوت التي سيخليها المستوطنون اليهود.

وكانت رايس قد وصلت الى مطار اللد الدولي الاسرائيلي، صباح أمس، وتوجهت على الفور الى رام الله حيث التقت رئيس الوزراء أحمد قريع ووزير الخارجية ناصر القدوة، ثم التقت الرئيس ابو مازن. وعادت في المساء الى القدس حيث التقت وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز. وستتابع اليوم لقاءاتها التي تشمل كلا من نائب رئيس الوزراء، شيمعون بيريس، ووزير الخارجية، سيلفان شالوم، ثم رئيس الوزراء شارون. وفاجأت رايس المسؤولين الفلسطينيين عندما قالت لهم انها رغم ملاحظتها التقدم الكبير الذي حصل في سياستهم بالاتجاه الايجابي، فانها تعتقد ان بامكانهم فعل المزيد على صعيد ما اسمته مكافحة العنف والارهاب. وقالت ان الجانب الفلسطيني يتحمل مسؤولية أساسية عن شكل ومستوى التقدم في المسيرة السياسية بعد خطة الفصل «فاذا ضمنتم الهدوء خلال الانسحاب الاسرائيلي، فان ذلك سيساعد على الانتقال السريع الى تطبيق خريطة الطريق» والمفاوضات على التسوية الدائمة، أما اذا لم يتم ذلك، فان وضعا سلبياً سينشأ في اسرائيل وستخلق صعوبات جمة أمام حكومة شارون ستمنعه من التقدم المطلوب في المسيرة السياسية بالشكل المريح».

وروى مسؤول فلسطيني ان رايس بدت في اللقاء وكأنها تقدم محاضرة في جامعة عن السياسة الاسرائيلية الداخلية، اذ انها راحت تشرح تعقيد الوضع وكيفية صمود شارون في وجه المعارضين داخل معسكره. من جانبه، رد ابو علاء بشرح الصعوبات التي تواجهها القيادة الفلسطينية مع الجمهور وليس فقط مع المعارضة. وقال ان اسرائيل تصدر أزمتها الداخلية الى الساحة الفلسطينية وما زالت تمتنع عن الايفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها في شرم الشيخ في فبراير (شباط) الماضي. وعدّد أمام رايس الخروقات الاسرائيلية، مثل أعمال الاجتياح واستمرار الاغتيالات ومواصلة بناء الجدار ومصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني.

وكانت رايس قد أدلت بتصريحات أمام الصحافيين الذين رافقوها في الطائرة، وقالت ان على اسرائيل ان تمتنع عن الاجراءات التي تخلق أمرا واقعا على الأرض من شأنه ان يؤثر على التسوية النهائية. وضربت مثلا على ذلك بسياسة الاستيطان وقالت ان على اسرائيل ان تمتنع عن بناء مستوطنات جديدة. لكنها لم تذكر شيئا عن سياسة البناء داخل المستوطنات القائمة. وامتدحت وزيرة الخارجية الأميركية ما قام به كل من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني من خطوات ايجابية تجاه الآخر، وقالت ان الوقت قد حان ليعملا معا بتعاون جدي، اذ ان المطلوب الآن هو الارتقاء في العلاقات بينهما الى مستوى من الشراكة.