مصر: مكرم محمد أحمد يطالب بإعفائه من منصبه ويصف أوضاع رؤساء تحرير الصحف القومية بـ«غير القانونية»

قال إن سعدة محق في استقالته وإن المسؤولين أساءوا التعامل مع القضية

TT

في أول رد فعل على إعلان ابراهيم سعدة رئيس مجلس ادارة وتحرير مؤسسة «أخبار اليوم» الصحافية الحكومية استقالته على صفحات جريدته اول من أمس احتجاجاً على ما يدور داخل الوسط الصحافي في مصر، والحديث عن تغييرات مرتقبة في الصحافة المصرية، قال نقيب الصحافيين المصريين الأسبق ورئيس مجلس ادارة «دار الهلال» مكرم محمد أحمد ، إن أوضاع رؤساء تحرير ومجلس ادارة الصحف المصرية «غير قانونية»، وينبغي معالجتها. لكنه شدد في المقابل على أن الطريقة التي يطرح بها موضوع التغيير عبر الشائعات والصحف هو أمر غير لائق. وقال مكرم محمد أحمد لـ«الشرق الأوسط» «لسنا صغاراً حتى يتم تجهيل شأننا بهذا الشكل». مؤكداً أن سعدة معه كل الحق في قرار استقالته.

وأضاف «نحن نعترف بوجود أوضاع غير قانونية تفرض رحيل رؤساء مجالس الادارات والتحرير». وقال مكرم إن اثارة موضوع التغييرات الصحافية منذ حوالي شهر أدى إلى حالة ارتباك شديدة في المؤسسات الصحافية دون أي مبرر. وحول الخطوة القادمة قال مكرم محمد أحمد «لقد طلبت من قبل اعفائي من منصبي ليس اليوم فقط ولكن من قبل، لأن الصحافي ليس من يجلس على رأس ادارة الصحيفة وانما هو من يقرأ ويكتب ويمارس المهنة». وأكد مكرم أنه كان «من الأجدى أن يقول المسؤولون لرؤساء مجالس الادارات والتحرير شكراً بدلاً من هذا الجو غير المبرر». وترددت أنباء قوية في مصر منذ حوالي شهر عن تغيير رؤساء مجالس ادارات وتحرير الصحف القومية في مصر بسبب تخطيهم السن القانونية للبقاء في مناصبهم وهو 65 عاماً، في الوقت الذي تستعد فيه محكمة القضاء الاداري للفصل في قضايا مرفوعة أمامها حول بقاء رؤساء التحرير في مناصبهم بعد السن القانونية.

كما فاجأ سعدة قراء «أخبار اليوم» باستقالته على الصفحة الأولى للصحيفة، وامتناعه عن كتابة عموده في الصفحة الأخيرة. ودعا سعدة في مقاله رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف، باعتباره صاحب قرار تعيين رؤساء تحرير الصحف، إلى عقد مؤتمر صحافي لتوضيح حقيقة ما يحدث، منتقداً الصمت الحكومي حول هذا الموضوع. وأضاف أن وزير الاعلام أنس الفقي تصور أن منصبه يعطيه الحق في سلب مجلس الشورى اختصاصاته ، في اشارة إلى أن الفقي هو الذي أعد قائمة التغييرات. وكشف سعدة أن بعض رؤساء مجالس الادارات طالبوا باعفائهم أكثر من مرة وقيل لهم أن الوقت غير مناسب. وأحدثت استقالة سعدة حالة ارتباك داخل الوسط الصحافي المصري، خاصة أنها الأولى من نوعها حيث لم يسبق لرئيس تحرير الاستقالة من منصبه بشكل علني.