الجزائر ترفض خوض حرب كلامية مع المغرب «حتى لا تسقط في فخ تكريس رؤيته للصحراء»

TT

قالت مصادر جزائرية قريبة من ملف العلاقات الجزائرية المغربية، ان الجزائر تفضل «اللعب على وتر التهدئة»، بعد قرار الرباط إلغاء زيارة رئيس الحكومة أحمد أويحيى الى الرباط. وأوضحت المصادر ان الجزائر «تتمسك بتحسين علاقاتها مع المغرب، رغم التصرف غير الأخوي، الذي قام به المغاربة»، في إشارة إلى رفض زيارة أويحيى. وذكرت ذات المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الدوائر الرسمية تتحفظ حاليا عن شن حملة ضد السلطات المغربية، «حتى لا تكرس الانطباع، الذي يريده المغرب، ومفاده أن مشكلة الصحراء هو خلاف جزائري مغربي في الأساس». وأضافت المصادر في نفس السياق ان «الجزائر توجد في وضع مريح وهي منسجمة مع نفسها، ورغم ما بدر من المغاربة، فهي لن تخوض في حرب كلامية مع الأشقاء، لأنها لا تريد أن تسقط في فخ السلطات المغربية، التي تحاول أن توهم الرأي العام الدولي بأن تعثر البناء المغاربي وتدهور العلاقات الثنائية، هو بفعل سعي الجزائر لضرب الوحدة الترابية للمغرب، وهذا غير صحيح طبعا».

وكان مصدر رسمي جزائري قال أول من امس، إن رفض المغرب زيارة اويحيى يعتبر «تحولا جديدا في موقف المغرب، تأخذ الجزائر به علماً». وقال المصدر القريب من وزارة الخارجية «ان الجزائر اخذت علما بهذا التحول المغربي الجديد»، وان «الأسرة الدولية لن تتوانى هي الأخرى عن الاطلاع على هذه المعلومات»، في إشارة الى تبدل سابق في موقف المغرب، عندما قرر مقاطعة قمة الاتحاد المغاربي التي كانت مقررة في 25 و26 مايو (أيار) الماضي في طرابلس. وقال المصدر الجزائري الذي طلب عدم نشر اسمه إن المغرب «يحاول استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها اتحاد المغرب العربي، لإظهار الجزائر في صورة المسؤول عن جمود البناء المغاربي»، مشيراً الى ان رفض الرباط زيارة أويحيى «هو محاولة من الرباط لإضفاء الغموض حول المتسبب الحقيقي في رهن العلاقات الثنائية وبناء الصرح المغاربي، بحل نزاع الصحراء الغربية».

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، ان زيارة أحمد أويحيى التي كانت مبرمجة هذا الأسبوع، «كانت محل اتفاق بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس في لقاء القمة، الذي جرى في مارس (آذار) الماضي»، خلال عقد القمة العربية في الجزائر.

وأوضحت نفس المصادر أن المغرب «كان يتوقع أن يفضي لقاء القمة بين قائدي البلدين إلى تخلي الجزائر عن موقفها إزاء القضية الصحراوية، لكن رسالة بوتفليقة (الاخيرة) لزعيم البوليساريو التي جددت الدعم للصحراويين، جعلت المغاربة يصابون بخيبة أمل كبيرة، وهو ما يفسر جانبا من قرار رفض زيارة أويحيى».

وأوضحت المصادر أن زيارة أويحيى للمغرب كانت ستناقش جميع المسائل الخلافية بين البلدين، «وقد تشكلت للغرض أربع لجان لمعالجة الخلافات، ثم يكون قرار فتح الحدود من جانب الجزائر بمثابة باكورة التقارب الجزائري المغربي». وأشارت المصادر إلى أن «بيان الخارجية المغربية، الذي أعلن إلغاء الزيارة، ألغى في الحقيقة تاريخ موعد حدده السفير المغربي بالجزائر، لأن الحكومة الجزائرية لم تعلن عن تاريخ سفر أويحيى».