مصر: أعضاء بالإخوان يهاجمون انعدام الشورى داخل الجماعة والانشقاقات الداخلية

فى مذكرة طالب موقعوها المرشد بترك الانشغال بالسياسة والعودة إلى العمل الدعوي

TT

أثارت مذكرة اخوانية موقعة من سبعة عشر عضوا بالجماعة، ينتمون إلى مناطق الأزهر والمطرية وعين شمس وحلوان والدراسة، بلبلة فى صفوف الجماعة وطرحت تساؤلات عديدة داخل النخب السياسية والفكرية في مصر، اذ تضمنت لاول مرة منذ فترة طويلة دعوة المرشد العام للاخوان مهدي عاكف، ترك الانشغال بأمور السياسة والعودة بالجماعة إلى مجال العمل الدعوي والخيري المحض. غير ان اكثر ما اثار جدلا، الاتهامات التي تضمنتها لعدد من ابرز عناصر الاخوان المسلمين، ومن ضمنها ابتعادهم عن نهج الجماعة وحرسها القديم. وتشير المذكرة الى ما يمكن وصفه بانشقاقات داخل الجماعة حول طريقة التعاطي مع المتغيرات السياسية في البلاد. وبينما أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد بالجماعة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن المذكرة لا تعدو ان تكون تسريبات من جهات معينة هدفها تشويه سمعة الجماعة والنيل من رموزها فى هذا التوقيت تحديدا، قال مختار نوح إن ما ذكر بشأنه من هجوم في المذكرة، سببه موقف قادة الجماعة من مطالباته المتعددة بإعمال مبدأ الشورى داخل الجماعة وإنهاء عصر السمع والطاعة. وتساءل نوح «هل يعقل أن يفصل أو يجمد قائد سياسي في جماعة كبيرة كالإخوان من دون تحقيق؟ هذا هو ما حدث معي بالضبط». وكان الموقعون على المذكرة قد طالبوا المرشد العام مهدي عاكف بترك السياسة والعودة بالجماعة إلى مجال الدعوة. واضافوا قائلين إن «مسار جماعتنا خرج عن طريقه المرصاد، وغاب عن المحجة. ذلك أننا ألفنا العمل بالسياسة وتركنا أصل الدعوة، فعاقت السياسة حركتنا».

وانتقد الموقعون على المذكرة الخلافات بين الاجيال داخل الجماعة، وما حدث مع عدد من قادة الجماعة السابقين، أمثال المهندس أبو العلا ماضي، والمحامى مختار نوح، وما يحدث مع عدد من القادة الحاليين، بينهم عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان. وخاطبت المذكرة المرشد العام بالقول «ونرفق بك وبإخواننا حين نقول إننا أضعنا في سنواتنا الأخيرة اخوانا لنا ساروا على دربنا، وحين اختلفنا معهم قطعنا جلودهم تقطيعاً ومزقنا سيرهم تمزيقا، وأهلنا عليهم من نقمتنا وغضبنا حتى أصبحت هذه النقمة حديث العامة والخاصة، فالمهندس أبو العلا ماضي، الذي كان بالأمس نجما باسقاً بازخاً في مساء الدعوة، أصبح اليوم، كما يقال لنا في أسرنا وكتائبنا، مفارقا للجماعة، وإذا مات على ما هو فيه سيكون قد مات ميتة جاهلية. ومن هول ما سمعنا سأل أحدنا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عن هذه النقيصة التي ألصقت بأخينا، فقال إنها فردية لا أصل لها».

وأضاف الموقعون على المذكرة، التى ما زالت تثير الجدل وسط قطاعات سياسية عديدة في مصر «أما الطامة الكبرى والصاخة القاسمة، فهي ما يتردد عن إبعاد الأخ عبد المنعم أبو الفتوح، وقد قابل أحدنا وإياه وطلبه لكتيبة، ولكنه ابتسم ولم يعقب، وطلب منه أن يرجع للأخ المسؤول. وعندما عاد قيل له «لقد ارتكبت أمراً جلاً فليس لك أن تدعوه فلست أهلا لذاك، كما ان إخواننا طلبوا منا عدم تقديمه في الكتائب». وعندما سأل عن السبب قيل له من الأخ خيرت الشاطر «إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يبحث عن حظ نفسه وأنه ظن أن الدعوة لن تنتصر إلا به فأردنا تغليب المصلحة». ونوهت المذكرة بما حدث أيضا مع العريان بالقول «أما ما حدث مع الأخ عصام العريان فليس له سابقة في تاريخ دعوتنا. فالرجل وهو في سجنه نهيل عليه الحصى وننزع منه الأخوة، وقد قال لنا اخواننا هذا رجل لم ينشد من الدعوة إلا الشهرة والسمعة فلا تنجوه».

وتساءل الموقعون عن دور اعضاء الجماعة، مشددين على غياب الشورى داخل التنظيم وقالوا «إننا لا نستشار ولا نسأل، فإذا قرر اخواننا الخروج في مظاهرة مثلا لا نعرف لماذا خرجنا؟ وإذا لم نخرج لا نعرف لماذا لم نخرج؟ ولم نعرف مكانا في الاخوان يختار بالشورى إلا مكانكم أنتم، أما ما عداه فهو بالتعيين حتى مكتب الإرشاد».