الداخلية السعودية تكشف تفاصيل جديدة عن منفذي اغتيال السواط واللواء الزايدي يعتبر سرقات فودة مصدرا لتمويل أصحاب الفكر المنحرف

تأكيدا لما ذكرته «الشرق الاوسط»

TT

كشف مسؤول في وزارة الداخلية السعودية أمس، تفاصيل جديدة حول الإرهابيين كمال سامي فودة (45 عاماً) ومنصور مصطفى الثبيتي (23 عاماً) اللذين نفذا جريمة اغتيال ضابط الأمن السعودي المقدم مبارك السواط السبت الماضي في مكة المكرمة، وكشف المصدر عن الرحلات الأربع المتتالية لفودة إلى أفغانستان، بينما أكدت التفاصيل عدم وجود سوابق أمنية لزميله الآخر منصور الثبيتي.

وتأتي تأكيدات المصدر المسؤول في وزارة الداخلية متفقة مع ما نشرته «الشرق الاوسط» أمس، من أن «الإرهابيين منتميان للفئة الضالة، وقد قاما بالاعتداء على أحد ضباط الأمن بمكة المكرمة مطلع الأسبوع الحالي، وأن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف هويتهما وعلاقتهما المباشرة بهذه الجريمة النكراء، ومن ثم متابعتهما الى أن تم الإيقاع بهما».

وبين أنه «تم ربط هويتهما بالادلة المادية والتحقيقية المستقاة من مسرح الجريمة»، مؤكدا أنهما «كمال سامي أحمد فودة، سعودي الجنسية، يبلغ من العمر 45 عاما، وهو ممن سبق له السفر الى أفغانستان أربع مرات اعتبارا من عام 1987، بالإضافة إلى القبض عليه من قبل شرطة المنطقة الشرقية في العام 1991 مع الكشف عن تكوينه عصابة من خمسة أشخاص، قامت بعمليات سطو وسرقة لخمسة من منازل المواطنين والمقيمين بعد تقييد أصحابها وتكميم أفواههم تحت تهديد السلاح ومن ثم سلبهم مبالغ مالية وأجهزة فيديو ومقتنيات شخصية»، مشيرا إلى أن فودة برر جرائمه في ذلك الوقت بمنطلقات تكفيرية، وحكم عليه حينها شرعا في تلك القضية بالسجن لمدة خمس سنوات.

وأضاف المصدر، أنه سبق أن سجلت ضد منصور الثبيتي، سعودي الجنسية، ويبلغ من العمر 23 عاما، ومنقطع عن الدراسة، سابقة سرقة سيارة في العام 2004 .

وأعلنت الداخلية السعودية أن المضبوطات التي كشفت معهما كانت عبارة عن أسلحة وذخيرة بما في ذلك السلاح الذي استخدم في جريمة اغتيال السواط، بالإضافة إلى جهاز حاسب آلي، وكاميرا فيديو تحتوي على لقطات مسبقة لموقع الجريمة، ووثائق متنوعة تفصح وبوضوح عن انتهاجهم للفكر الضال بالاضافة الى وسائط اليكترونية وهواتف ومبلغ مالي.

من جانبه اعتبر اللواء المتقاعد يحيى الزايدي (خبير أمني) سرعة الأجهزة الأمنية في الكشف عن منفذي جريمة اغتيال المقدم السواط بسيطرة جهاز الأمن على الأمور، وقال «يجب أن يكون لنا إدراك ومعرفة أن جهاز الأمن في السعودية مسيطر على الأمور ومتابع لكل التفاصيل، فالعمل الأمني يتنوع من عمل بحثي واستخباراتي وتكنولوجي، لذلك من الصعب أن يفر المجرم من وجه العدالة خصوصاً إذا ما كان القائم بالجريمة له سجل إجرامي مثل فودة».

وعن رأي اللواء الزايدي في كل من الإرهابيين فودة والثبيتي من وجهة نظر أمنية، حيث وصفهما بالقول «بالنسبة لكمال فودة يتضح أنه من خلال المعلومات التي كشفتها عنه وزارة الداخلية أنه متشبع بالفكر الضال، كما أن سجله الإجرامي مليء بالقتل والسرقات، وما سفره لأفغانستان 4 مرات إلا دليل على تشبعه بالانحراف»، ويضيف الزايدي عن فودة «أما بالنسبة للسرقات التي قبض عليه بسببها والتي قد تثير علامات استفهام للبعض حول شخص يصف نفسه بمحارب من أجل الدين، ويقوم بسرقات وتكوين عصابات، فأنا أعتقد ان جرائم السرقات تلك قد تعود إلى أسلوب يقوم باستخدامه متبعو الفكر الضال في تمويل أنفسهم».

أما عن منصور الثبيتي الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، وقد ترك دراسته الجامعية، بعد أن حول تخصصه قبل ذلك من اللغة الإنجليزية إلى الدراسات الإسلامية، فيقول الزايدي عنه «حالة منصور يجب أن تكون رسالة لكل أولياء الأمر في المحافظة على أبنائهم، فحالة منصور وهو «صغير» بالمناسبة تدل على بعد عائلته عنه، وأنه كان يعيش في حالة نفسية مترددة، ومثل هذه النفسيات تكون صيدا سهلا لأصحاب الفكر المنحرف والضال في استدراجه».

وما يؤكد ما قاله اللواء الزايدي في أن حالة منصور من الحالات السهل اصطيادها، ما كشفه أشخاص عرفوا منصور في الحي الذي سكن به وهي حي «الحوية»، مع والدته المطلقه من أبيه، وأنه كان يعيش في ظل ظروف التفكك الأسري، وهذا ما ظهر من خلال تغييره لتخصصه الجامعي.

وعند سؤاله بماذا يسمي حالة استهداف رجال الأمن من أتباع الفكر الضال، أجاب «إن أصحاب الفكر الضال يدعون أن كل الناس كفار، ولا يرون الإسلام إلا ضمن دائرتهم، ولأن نظرتهم التكفيرية تعميمية، فليس من الصعب أن يكون رجال الأمن ضمن ذلك، ومن يستهدف رجال الأمن الذين هم في الأساس عصب الأمن في الحياة مجرد من الأخلاق والقيم»، وأضاف متسائلا: «كيف يستهدف أشخاص يبذلون كل ما لديهم للحفاظ على الأمن».

ووجه اللواء الزايدي في آخر حديثه نصيحة لكل أولياء الأمور أن يحافظوا على أبنائهم، خصوصاً من هم في مقتبل العمر.