حركة تحرير السودان تؤكد سيطرتها الميدانية في دارفور وتنفي وجود تنسيق مع رصيفتها «العدل»

هددت بتعليق مفاوضات أبوجا إذا شنت الحكومة هجوما على مناطق شمال دارفور

TT

أكدت حركة تحرير السودان، وهي إحدى حركتين رئيسيتين في دارفور امس، احكام سيطرتها الميدانية على المناطق التي تسميها بـ«المحررة» في اقليم دارفور، بعد انباء شاعت خلال الايام الماضية بنشوب معارك مع رصيفتها الاخرى في المنطقة حركة «العدل والمساواة» راح ضحيتها العشرات للسيطرة على بعض المواقع في شمال دارفور.

وكانت الحركتان تنسقان مع بعضهما البعض في المفاوضات الجارية في العاصمة النيجيرية «ابوجا» في مواجهة الخرطوم بشأن ازمة الاقليم المضرب، لكن حركة التحرير اكدت عدم وجود أي تنسيق بين الطرفين. ونفى الناطق باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين، في اتصال مع «الشرق الأوسط» من مقر المفاوضات في ابوجا، ان حركته لم تخض أية معارك ضد العدل والمساواة، وانما ما حصل هو «ترتيبات أمنية» خطط لها منذ فترة وكانت تنتظر لحظة التنفيذ. واكدت حركة العدل من جهتها ان هجمات وقعت في شمال دارفور، قامت بها مجموعات من الجيش التشادي مسنودة من بعض عناصر حركة تحرير السودان لا تمثل القطاع الرئيسي في الحركة، وبتعاون مع المخابرات السودانية، وتم صد العدوان. وقال ان رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ادان هذا الهجوم، واكد تورط تشاد. وقال احمد حين ادم الناطق باسم وفد العدل الى ابوجا، انهم لن يرضوا باشراك تشاد كوسيط في المفاوضات بعد الان، وقال انهم تحدثوا مع الرئيس النيجيري راعي المفاوضات في الامر واكد انه سيحل القضية.

من جهة ثانية هددت حركة تحرير السودان بتعليق مفاوضات أبوجا الجارية برعاية الاتحاد الافريقي اذا ما شنت الحكومة السودانية هجوما عسكريا في شرق دارفور. وقال محجوب حسين في بيان ان «الحكومة السودانية وميليشياتها قامت باعتداءات مقصودة على مناطق الطويشة شرق دارفور والان تجهز للاعداد لمعارك اخرى في محاولة للهروب من المفاوضات وافشالها». واضاف محجوب ان حركته تحذر «الحكومة من انها لو قامت بأي اعتداء فسوف تطالب الحركة بتعليق المفاوضات»، واكد ان الوفد السوداني الى المفاوضات غير مفوض ودعا الى «حضور النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الى ابوجا فورا لانقاذ المفاوضات». يذكر ان فريق الوساطة التابع للاتحاد الافريقي والمكلف ادارة مفاوضات ابوجا قرر اول من امس تأجيل اجتماع الاطراف المتفاوضة الى امس، وتم تأجيل الاجتماع لاعطاء المزيد من الوقت لمناقشة اقتراحات حركة العدل حول «اعلان المبادئ»، حسب ما افاد احد مسؤولي الوساطة سام ايبوك للصحافيين. ولم يخف ايبوك الصعوبات التي تواجهها الوساطة لحل المشكلة التي طرأت قبل عشرة ايام مع رفض حركة العدل والمساواة وساطة تشادية الى جانب وساطة الاتحاد الافريقي.

وعاودت الاطراف مفاوضات السلام في دارفور ابتداء من العاشر من يونيو (حزيران) الجاري، الا ان المفاوضات عالقة حول مسألة مشاركة تشاد الى جانب وساطة الاتحاد الافريقي، الامر الذي ترفضه حركة العدل والمساواة، لكن حركة تحرير السودان غيرت رأيها في الموضوع واعتبرت اخيرا ان مشاركة تشاد ضرورية لانجاح مفاوضات السلام.