إسرائيل تهدد الفلسطينيين بـ«غارات لا ترحم» في حالة إطلاق النار خلال الانسحاب من غزة

تل أبيب تكشف مخططا فلسطينيا لعملية تفجير ضد عمال مصنع عسكري

TT

في تصعيد جديد للتوتر الأمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين خرج الجنرال عيبال جلعادي، مسؤول التنسيق الاستراتيجي في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، بتهديدات صارمة للتنظيمات الفلسطينية المسلحة محذرا من القيام باطلاق النار على القوات او المستوطنين المنسحبين من قطاع غزة لدى تطبيق «خطة الفصل». وقال جلعادي ان الرد الاسرائيلي سيكون حازما بشكل لم يسبق له مثيل. وان اسرائيل سترد بغارات عسكرية لن تعرف الرحمة حتى لو أدى ذلك الى اصابة مدنيين. واضاف جلعادي أن عباس وعد شارون بنشر الآلاف من عناصر الامن الفلسطينيين في محيط المستوطنات من اجل ضمان تنفيذ خطة الفصل بدون أي عمليات ضد قوات جيش الاحتلال المساهمة في عملية الاخلاء.

وقال جلعادي، الذي يعتبر أحد مخططي «خطة الفصل»، انه مع الاعلان عن خطة الانسحاب من قطاع غزة وبعض المناطق في شمالي الضفة الغربية واخلاء المستوطنين لوحظ انخفاض جدي في العمليات الفلسطينية وانه يتوقع مزيدا من الانخفاض. ولكنه يلاحظ ان بعض القوى الفلسطينية تحاول التخريب على ذلك الانسحاب باظهاره انتصارا للفلسطينيين. ولا يستبعد ان تقوم عناصر متطرفة بمرافقة الانسحاب بعمليات اطلاق نار «واسرائيل لن تمر على ذلك بهدوء. بل انها ستعمل على اخماد اي نشاط هكذا بكل قوتها». وأضاف:«هذه القوى اعتادت الاختباء وراء المدنيين، بعد تنفيذ عملياتها. ونحن سنرد عليها وسنحاول قدر الامكان تجنب اصابة المدنيين. ولكن اذا لم يكن مفر فاننا سنضربهم اينما اختبأوا حتى لو وقع مدنيون فلسطينيون ضحية».

وكانت قيادة الجيش الاسرائيلي قد وزعت بيانا باللغة العربية على المواطنين الفلسطينيين، أمس، دعتهم فيه الى مواجهة حركة «الجهاد الاسلامي» التي لا تلتزم التهدئة. وجاء في البيان، الذي نشرته طائرة عسكرية من الجو على المدن والقرى في قطاع غزة: «ايها المواطن الفلسطيني. هل تعلم ان الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل خلال الفترة من مطلع يناير (كانون الثاني) 2005 شملت تمكين ما يزيد عن 6000 عامل من العبور اليها ومنح 132000 يوم عمل، وان حركة الجهاد الاسلامي تبذل كل جهد للمس بكل هذا مما يضر بالشعب الفلسطيني واقتصاده. لا تسمحوا للجهاد بأن يضر بمستقبل أولادكم».

الى ذلك قررت اسرائيل استئناف عمليات التصفية والاغتيال ضد قادة ونشطاء حركة «الجهاد الاسلامي» في الضفة الغربية في اعقاب العمليات التي نفذتها الحركة ضد الاهداف الاسرائيلية في شمال الضفة الغربية وجنوب قطاع غزة. وقد اكدت مصادر فلسطينية في قطاع غزة قيام طائرة استطلاع اسرائيلية باطلاق صاروخ على منزل مهجور في بلدة «بيت لاهيا»، اول من امس كان يستهدف تصفية احد نشطاء الحركة الذي كان بالقرب من المنزل قبل لحظات من اطلاق الصاروخ. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان قرار جيش الاحتلال بتوسيع المواجهة بين اسرائيل و«الجهاد الاسلامي» يتضمن القيام بتصفية النشطاء في الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهة أخرى، كشف النقاب في المحكمة المركزية في حيفا عن مخطط فلسطيني لتنفيذ عملية تفجير في احدى حافلات الركاب التي تقل عمالا من مصنع عسكري كبير تابع للجيش الاسرائيلي في منطقة الجليل الغربي شمالي اسرائيل. وجاء ذلك خلال محاكمة معلم مدرسة من بلدة كوكب ابو الهيجاء، القريبة من المصنع، ادين بتهمة المشاركة في تخطيط العملية. ويدعى المدرس دياب علي، 31 عاما. وهو يعمل في مدرسة في القدس. وحسب لائحة الاتهام فانه تعرف الى أحد قادة «حماس» في المنطقة، وراح يعد قائمة لمواقع يمكن تنفيذ عمليات تفجير فيها مثل المقاهي، وان فدائيا فلسطينيا وصل الى القدس لينفذ العملية لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وعاد الى بلدته الخليل وهناك قتل اثر اشتباك مع قوة عسكرية اسرائيلية. فراح يعد قائمة أخرى. واستضاف في بيته مسؤول «حماس» المذكور وأطلعه على صورتين التقطهما للمصانع العسكرية ولائحة بمواعيد خروج العمال من المصنع.

وقد حكمت المحكمة عليه، أمس، بالسجن 16 عاما. علما بأن رئيس المحكمة كان ينوي الحكم عليه بالسجن 18 عاما، لكن القاضيين الآخرين اكتفيا بهذا الحكم (المخفف) باعتبار ان علي أعرب عن ندمه على قبول القيام بهذه المهمة وقال ان أئمة «حماس» في المساجد أجروا له عملية غسل دماغ.