رحيل البريطاني ستيف هيوكز.. نصف قرن من الصحافة في المغرب

TT

غيب الموت في الرباط الصحافي البريطاني ستيف هيوكز، الذي ظل يعمل في المغرب زهاء نصف قرن، ويعتبر قيدوم المراسلين الاجانب في منطقة شمال غرب افريقيا.

وكان هيوكز، 84 عاماً، قد أدخل «مصحة الامم المتحدة» في الرباط قبل عدة أسابيع لمعالجته من مرض فقر الدم، بيد أن حالته ساءت مع بداية الشهر الحالي، الى أن توفي عصر اول من أمس (الاثنين).

وكان ستيف هيوكز، الذي يتحدر أصلا من مدينة ليفربول، قد بدأ مشواره الصحافي بعد الحرب العالمية الثانية في صحيفة محلية في مسقط رأسه، ثم جاء الى المغرب عام 1954 ليعمل في صحيفة انجليزية كانت موجهة للجالية البريطانية تصدر من الدار البيضاء، ثم راسل بعد ذلك بعض صحف «فليت ستريت» في لندن، ومنذ عام 1961 ظل يعمل مراسلاً لوكالة رويترز في المغرب الى أن تقاعد، لكنه واصل عمله كمتعاون مع رويترز، وكذا مع بعض الصحف الانجليزية. كتب هيوكز كتاباً توثيقياً مهماً حول فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني بعنوان «المغرب على عهد الحسن الثاني»، صدر في لندن بالانجليزية، ثم ترجم في المغرب الى الفرنسية، وهو قيد الترجمة حالياً الى العربية.

وارتبط هيوكز، الذي ظل يترأس «جمعية المراسلين الاجانب في المغرب» حتى وفاته، بعلاقات واسعة مع النخبة السياسية المغربية، وخاصة مع الجمعيات الحقوقية وناشطي حقوق الانسان. كما ربطته علاقات ودية مع القصر الملكي في الرباط. وفي إحدى المناسبات حين صافح العاهل المغربي الملك محمد السادس مازحه قائلاً «أنت أقدم مني في المغرب» في إشارة الى استقرار هيوكز قبل سنوات من ميلاد العاهل المغربي.

ومن خلال شبكة علاقات واسعة، حقق هيوكز عدة "خبطات" صحافية خلال مساره المهني، ومن أبرز الأحداث التى حقق فيها سبقاً، بثه لخبر حول فشل انقلاب الصخيرات عام 1971، ونجاة الملك الحسن الثاني من حادث قصف طائرته عام 1972. وكان هيوكز كذلك أول من نشر خبراً حول عزم الحكومة المغربية تأميم «وكالة الانباء المغربية»، مطلع السبعينات، حيث أصبحت وكالة حكومية منذ تلك الفترة وحتى اليوم.

وفي كثير من الأحيان كانت أوساط حكومية ومن داخل القصر الملكي تسرب له أخباراً خاصة، والأمر نفسه كان ينطبق على أحزاب المعارضة والجمعيات الحقوقية. يشار الى ان ستيف هيوكز كتب مقالات في «الشرق الأوسط» في مناسبتين انتخابيتين.

وسينظم قداس للراحل يوم السبت المقبل في كنيسة بالرباط تحضره ابنته الوحيدة كاترين، التي تشغل منصب قنصل فرنسا في الجزائر، وكانت زوجة ستيف فرنسية الأصل توفيت منذ سنوات.

وعلى الرغم من أن هيوكز أوصى بأن يدفن في مقبرة المسيحيين في «حي العكاري» في الرباط، فإن ابنته كاترين تفضل نقل جثمانه الى فرنسا ليدفن هناك، لانها ترغب في أن تدفن الى جانبه عند وفاتها، كما قالت لبعض أصدقائه.