معتقل سابق يرفع شكوى ضد واشنطن.. وأعضاء في الكونغرس «مرتاحون» لمعاملة معتقلي غوانتانامو

TT

رفع روسي افرج عنه من معتقل غوانتانامو، شكوى ضد الحكومة الاميركية يطالبها بان «تعترف علنا ببراءته»، ومن ناحية اخرى، عبر اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي عن ارتياحهم لطريقة معاملة المعتقلين في غوانتانامو بعد زيارة قاموا بها الى المعتقل الواقع في كوبا.

فقد اعلن عيرات فخيتوف، احد المواطنين الروس السبعة الذين كانوا معتقلين في غوانتانامو وافرج عنهم في فبراير (شباط) 2004 امس، انه رفع شكوى ضد الولايات المتحدة مؤكداً انه لا يريد المطالبة بتعويضات وانما ان «تعترف الولايات المتحدة علنا ببراءتي». واكد ان الجنود الاميركيين يسعون الى استفزاز المعتقلين في غوانتانامو لا سيما بتدنيس المصحف الشريف. وقال: «كانوا يلقون بنسخ المصحف الشريف امام اعيننا في المراحيض»، موضحا ان ذلك كان «يتكرر بانتظام». ونقلت وكالة «ريا ـ نوفوستي» للانباء عنه قوله، ان زملاءه المعتقلين تعرضوا الى «تسمم بالغاز» وان الحراس كانوا يطلقون الكلاب على المعتقلين.

واكد عيرات فخيتوف الامام السابق لمسجد في جمهورية تتارستان، ان محكمة مدنية اميركية ستنظر في الشكوى التي رفعها. واوضح ان «الشكوى سجلت بالفعل والقضية ما زالت في بدايتها. وقد ادليت بشهادتي في الآونة الاخيرة».

وكان عيرات فخيتوف قد غادر روسيا في خريف 1999 هربا من حملة الاعتقالات التي استهدفت الاسلاميين، اثر بداية الحرب الشيشانية الثانية. وفي مقابلة مطولة نشرتها صحيفة «غازيتا»، اكد انه اختار التوجه الى تاجيكستان، قبل ان يلتقي عناصر «الحركة الاسلامية الاوزبكية»، الذين لجأوا الى افغانستان، واعتقله نظام طالبان واودع سجن قندهار (جنوب افغانستان). وبعد الغزو الاميركي لافغانستان، اعتقل عيرات ونقل الى قاعدة غوانتانامو.

من جهة اخرى عبر عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي عن ارتياحهم للمعاملة التي يتلقاها المعتقلون في غوانتانامو، وذلك بعد ان انهوا زيارة للمعتقل الذي يحتجز فيه نحو 520 شخصاً يشتبه في علاقتهم بالارهاب.

وقال السناتور الديمقراطي جون ويدن، اول من امس «انني اشعر بالارتياح للمعاملة التي يتلقاها معتقلو غوانتانامو». وعبر عن نفس الشعور السناتور الديمقراطي بين نيلسون، امام زميلهما الجمهوري جيم بونينغ، وقال انه علم، اثناء زيارته للمعتقل، ان بعض المحتجزين «يستفيدون حتى من نظام التكييف والمغاسل نصف الفردية». ومن جهته، قال السناتور الجمهوري مايكل كرابو ان الجنود والحراس في غوانتانامو يتلقون «اساءات من المعتقلين اكثر مما يقدمونه لهم من خدمات».

وتأتي اشادات هؤلاء المشرعين ازاء المعاملة التي يتلقاها معتقلو غوانتانامو، بعد الاقتراح الذي قدمه بعض زملائهم الشهر الماضي بالتحقيق في الاساءات التي ارتكبت في غوانتانامو وبحث احتمال اغلاق المعتقل.

من ناحية اخرى، اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ضرورة ان يتبع العاملون في القطاع الصحي العسكري قواعد السرية في ما يتعلق بالمعتقلين، بعد معلومات عن اتهامات منهجية في معتقل غوانتانامو. وقالت الوزارة في بيان اول من امس: «رغم ان المعتقلين لا يتمتعون بأي حق مطلق في السرية في ما يتعلق بالمعلومات التي يتقاسمونها مع الطواقم الطبية، فان القاعدة العامة هي الابقاء على هذه المعلومات سرية ما لم تكن هناك اسباب محددة وتتم الموافقة عليها». واكد البيان ان هذه المعايير نفسها مطبقة في السجون المدنية الاميركية. ونشرت الوزارة مذكرة داخلية بتاريخ الثالث من يونيو (حزيران) الحالي، شرحت فيها بالتفصيل مبادئ السرية الطبية حيال المعتقلين لدى الجيش الاميركي. واكدت المذكرة ان الطواقم الطبية ممنوعة من «استخدام المعلومات التي تملكها وكفاءتها في المساعدة في استجواب معتقلين بطريقة مخالفة للقانون». ونقل البيان عن مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون القضايا الصحية ويليام ويكنويردر قوله، ان «تقديم اي معلومات تتعلق بسجين من قبل عاملين في قطاع الطب لاسباب غير الاسباب الطبية يجب ان يتم لاسباب واضحة وموثقة وبموافقة مسؤول طبي قبل نشرها». وكان طبيب ومحام اميركيان اعلنا الاسبوع الماضي نقلا عن وثائق عسكرية داخلية ان الملفات الطبية لمعتقلي غوانتانامو استخدمت بانتظام من قبل المحققين لاستغلال ضعف المعتقلين، وذلك خرقا لقوانين حماية السرية الطبية. واوضح التقرير، الذي اعده الطبيب غريغ روش والمحامي جوناثان ماركس ونشر في مجلة «نيو انغلند جرنال اوف ميديسين»، ان «معلومات طبية وضعت بتصرف خبراء في علم السلوك وآخرين مكلفين دراسة وتنفيذ استراتيجيات الاستجواب في غوانتانامو».