تشديد الحراسة على رئيس الأركان الإسرائيلي وعائلته إثر تهديدات المتطرفين على خلفية تطبيق خطة الفصل

شارون: هناك أقلية من المتطرفين اليهود الذين يهددون إسرائيل ومستقبلها

TT

تقوم وحدة قتالية مختارة في الجيش الاسرائيلي بحراسة رئيس الأركان الجديد، اللواء دان حالوتس، وأفراد عائلته، منذ عدة أيام وذلك بعد ان تلقى رسالة تهديد بسبب تأييده لرئيس الوزراء، أرييل شارون، في تطبيق خطة الفصل في قطاع غزة وتحذيراته لليمين المتطرف من مغبة الاعتداء على الجنود الذين سيحضرون لإجلاء المستوطنين.

وجاء في الرسالة «أنت تسير على طريق رئيس الحكومة. فاذا كانت عائلتك غالية عليك، امتنع عن ذلك». واعتبرها رئيس الوزراء بمثابة تهديد لاسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. وقال، معقبا على هذا التهديد ومجمل نشاط اليمين المتطرف ضد خطته للانسحاب من قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية وإجلاء المستوطنين منها، ان «هناك أقلية ضئيلة من المتطرفين اليهود الذين فشلوا في فرض ارادتهم على السلطة فراحوا يلجأون الى أساليب غير ديمقراطية خطيرة. وبهذه الأساليب، فان لا شيء يهمهم. لا ينظرون الى مصلحة اسرائيل العالمية ولا يلتزمون بالقانون، ولذلك تراهم ينشرون الفوضى والعنف، وباتوا يعتدون حتى على جنود الجيش الاسرائيلي».

من جهته، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، بالرد بقبضة حديدية على أولئك المتطرفين الذين يتطاولون على الجيش. وقال ان قواته «لن تسمح للمتطرفين بالاستمرار في اعتداءاتهم. وأكد أن هؤلاء يرمون الى فرض رأيهم السياسي على الدولة بهدف افشال خطة الفصل. ولكن هذه الخطة عبرت كل الاختبارات القانونية. وأصبحت محاولة افشالها اعتداء فظا على القانون. ولن يسمح بذلك». وقال ان الخطة ستنفذ في موعدها المقرر بعد شهر ونصف الشهر. ولن تقف في وجهها أية قوة.

واعتبر المراقبون تهديدات شارون وموفاز بمثابة تعبير عن الضيق من جراء نجاح اليمين في تجنيد جماهير غفيرة في نشاطاتهم ضد «خطة الفصل»، اذ ان حوالي مائة ألف مواطن استجابوا للدعوة بالوقوف ربع ساعة، مساء أول من أمس، على جنبات الطرق في جميع أنحاء اسرائيل تعبيرا عن رفض هذه الخطة. واستمد اليمين التشجيع من هذا النجاح لإطلاق دعوة جديدة لإغلاق الشوارع الرئيسية، مساء اليوم. وتبنى اليمين أمس، كتابا جديدا أصدره الصحافيان عوفر شلح وأفيف دروكر، وفيه يؤكدان ان هدف شارون الحقيقي من «خطة الفصل» هو خدمة مصلحة شخصية اذ ان ما أراده منها هو ان تغطي على أنباء التحقيقات التي جرت معه ومع ولديه حول قضايا الفساد العديدة التي تورطوا فيها. ويواصل اليمين نشاطاته على مختلف الأصعدة بهدف افشال الخطة. وفي هذا السياق، يناقش الكنيست الاسرائيلي الاثنين المقبل، ثلاثة مشاريع قوانين لتأجيل تطبيق الخطة لمدة سنة بدعوى ان الحكومة ليست جاهزة كما يجب لسد حاجات المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم. ويأمل اليمين ان تسقط حكومة شارون خلال هذه المدة وتسقط معه الخطة، خصوصا ان هذا النشاط يترافق مع محاولات داخل حزب الليكود لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية. ويخطط اليمين ايضا ان يتم اسقاط شارون عن رئاسة الليكود وانتخاب وزير المالية، بنيامين نتنياهو مكانه. وقد بدأ قادة اليمين في الضغط على نتنياهو كي يقود هذه المعركة ضد شارون، لكنه لم يعط موافقته لذلك بعد. وهو يدرس توازنات القوى قبل ان يتخذ قراره النهائي بشأنها.

يذكر ان شارون لا يقف مكتوف الأيدي ازاء هذه النشاطات ويحاول من طرفه التأثير على موازين القوى داخل معسكر اليمين.

وذكرت مصادر مطلعة انه اجتمع الى قادة حركة اليهود المتطرفين «حباد»، المعروفة بدعمها السابق لمنافسه نتنياهو محاولا تجنيدها الى جانبه. فقال لهم انه بسياسته الحالية يخدم أهداف اليمين أكثر من نتنياهو، وان الفرق بينهما انه يتكلم مع الشعب بصراحة ولا يخدع، وان سياسته هذه تخدم مصالح اليمين أكثر، اذ انه حين ينسحب من غزة انما ينقذ الضفة الغربية وعندما يلائم سياسته مع الادارة الأميركية انما ينجح في تجنيد الدعم الأميركي لاسرائيل في القضايا الكبرى. كما اتصل شارون بقادة المستوطنين في قطاع غزة، وشكرهم على امتناعهم عن المشاركة في نشاطات اليمين المتطرف. وقال ناطق بلسانه ان قادة المستوطنين استنكروا تصرفات المتطرفين وطالبوه بأن يطردهم من غزة ويعيدهم الى بيوتهم في مستوطنات الضفة. وقالوا انهم لا يحبون ان ترتبط تلك النشاطات المتطرفة بهم.