اندلاع انتفاضة في مخيم لجبهة البوليساريو في تندوف تحت شعار «كفى» احتجاجا على الأوضاع المزرية في المخيمات

شارك فيها حوالي 1500 شخص وأدت إلى تدخل الجيش الجزائري وقطع خطوط الهاتف

TT

علمت «الشرق الاوسط» من مصدر جد مطلع ان انتفاضة اندلعت يوم السبت الماضي في مخيم «اوسرد» احد مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر). وقام سكان المخيم بالانتفاضة رافعين شعار «كفى»، متحدين بصوت عال الاملاءات التي تفرضها عليهم جبهة البوليساريو، ومعبرين في الوقت ذاته عن رفضهم للاوضاع المزرية التي يعيشون فيها، مرددين «ان السيل بلغ الزبى».

وقال مصدر متحدر من المناطق الصحراوية المغربية لـ «الشرق الاوسط» ان هذه الانتفاضة، التي رفع فيها المتظاهرون لافتات تعبر عن مطالبهم، تم قمعها في الحال من طرف الجهاز الأمني لجبهة البوليساريو، التي لجأت الى قطع الاسلاك الهاتفية الموجودة في المخيم لعزل السكان المحتجين عن العالم. واوضح المصدر ذاته ان عدد المحتجين بلغ حوالي 1500 شخص. واوضح المصدر ذاته، ان قمع الانتفاضة تم بشكل عنيف في المخيم لدرجة ان اشخاصا كانوا محسوبين على انهم مقربون من قيادة البوليساريو عبروا عن أمنيتهم في الالتحاق بالمغرب. وقال المصدر ان هذا الامر يثير السخرية خاصة أن جبهة البوليساريو تدعي الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في «الوجود» منذ اكثر من 30 عاما. وحسب المصدر ذاته فانه حتى صباح امس بقي الوضع متوترا في المخيم إذ حلت القوات الجزائرية محل عناصر جبهة البوليساريو بسبب حجم الانتفاضة. وحسب شهود عيان فان القوات الجزائرية عززت مراقبتها داخل المخيم، واغلقت جميع الطرق المؤدية الى الحدود الموريتانية، ومنعت حركة الشاحنات والسيارات، الامر الذي أدى الى شلل تام لكل مظاهر الحياة. ودفع اختفاء عشرات السيارات العسكرية والمئات من قطع السلاح الخفيف، من معسكرات البوليساريو الى تدخل القوات الجزائرية بشكل مباشر للتحقيق في الامر، وتوقيف عدد من المشتبه فيهم. وفي الوقت الذي يعبر فيه سكان مخيمات تندوف يوميا عن احتجاجهم وغضبهم بسبب اوضاعهم المزرية، تغتني عناصر البوليساريو عن طريق المتاجرة بقضية الشعب الصحراوي، يقول المصدر ذاته، قبل ان يضيف انه بسبب القلق وفقدان الامل في ايجاد الحل، لم يتردد سكان المخيمات في الالتحاق بالحركات الإسلامية. ويقول صحراويون عادوا اخيرا الى المغرب إنه حتى الشباب والطلبة العائدون من الخارج الى مخيمات البوليساريو يعبرون عن خيبة املهم وينتقدون الوضع، حيث يتمتع ابناء اعضاء قيادة البوليساريو، بامتياز الدراسة في افضل المدارس خارج الجزائر، بالإضافة الى اسلوب التفضيل في منح جوازات السفر. يذكر ان احدى المنظمات وزعت نهاية الاسبوع الماضي منشورات تنتقد ممارسات ادارة البوليساريو، ودعت الى تنحيتها لانها لا تبحث عن حل للمشكلة، في الوقت الذي يواصل افرادها الاغتناء عن طريق الاستحواذ على المساعدات الموجهة للصحراويين. ودعت المنظمة ذاتها الى تنظيم مظاهرة كبرى يوم 1 يوليو (تموز) المقبل امام «مقر رئاسة البوليساريو»، الامر الذي دفع القوات الجزائرية الى التدخل وتوقيف بعض الاشخاص.