اجتماع سري لقيادات إخوانية يمنح حبيب صلاحيات المرشد العام ويعزل أبو الفتوح

تذمر ومخاوف من التوريث.. وصراع يستقوى فيه كل طرف بأنصاره في مصر

TT

وسط معلومات عن وجود حالة من التذمر داخل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، بشأن توجهاتها خلال الفترة الأخيرة، كشفت مصادر قريبة من الجماعة عن وجود أزمة داخلية وصفها البعض بأنها «فارقة في تاريخ الجماعة». وحسب المصادر فإن عددا من قيادات مكتب ارشاد الجماعة عقدوا اجتماعا لم يشارك فيه المرشد العام محمد مهدي عاكف اتخذ فيه عددا من الإجراءات السرية أهمها منح النائب الأول للمرشد العام الدكتور محمد حبيب تفويضا بكافة صلاحيات المرشد العام من دون نزع صلاحيات عاكف، وهو ما ينذر بأن هذا الوضع في حال صحته سيكون هناك مرشدون للجماعة.

وقالت المصادر إن قرارا آخر اتخذ بعزل عضو مكتب الإرشاد الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح من موقعه في ظل حالة الخلاف الشديد التي يعيشها أبوالفتوح مع معظم قيادات المكتب بسبب اعتراضه على ممارستهم، وهو ما جعله يتجه لإصدار بيانات موقعة باسمه بعيدة عن بيانات الجماعة.

وأضافت المصادر أن القرار الثالث كان بتصعيد قيادي الجماعة هو فرج النجار، الذي يعتبر من إحدى قيادات المنوفية لعضوية مكتب الإرشاد بدلا من ابوالفتوح، وهو ما دلل عليه البعض بنشر تصريح غير مبرر للنجار على موقع إخوان أون لاين الناطق باسم الجماعة في صدارة الموقع مع رفع اسم أبوالفتوح من تشكيل أعضاء مكتب الإرشاد.

وتقول المعلومات إن عاكف لم يتم إقصاؤه أو عزله من موقعه، لكن المؤشرات تشير إلى تحجيم دوره خاصة بعد عدة تصريحات أطلقها على مراحل أحدثت أزمات للجماعة سواء على مستوييها الداخلي والخارجي، وهو ما دعا قيادات الإخوان في مناسبات عدة أما لتبريرها أو نفيها.

وحسب المعلومات، فإن محاولات التضييق على عاكف خلال الفترة الماضية أصابته بحالة الانزعاج والضيق واضطر معها للاستعانة ببعض أنصاره لإحاطة نفسه بجبهة تسانده على التمسك بكافة صلاحياته من دون سحبها منه، غير أن ذلك قوبل في بعض الأحيان بالفشل، خاصة عندما حاول تصعيد ابن أخيه أحمد عاكف مسؤول منطقة مصر الجديدة داخل الجماعة إلى موقع قريب منه، غير أن ذلك لاقى اعتراضا من جانب قيادات الإخوان باعتبار أن ذلك يؤشر لاحتمالات توريث داخل الجماعة وهو ما تعلن الجماعة رفضها له فيما يتعلق بالنظام وبالتالي فيجب عليها عدم ممارسته.

ووفق معلومات المصادر فإن الإخوان لا يسعون لعملية انقلاب علنية ولكن هناك تحركات سرية من أجل إعادة تنظيم الجماعة من الداخل، وأن عددا من قيادات الإخوان قاموا بتوزيع القرار بشكل سري على بعض مناطق الإخوان من دون إخراجه للعلن حتى لا يحدث أزمة علنية.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع عقد في داخل مكتب الإرشاد ولكن في حجرة غير التي يعقد فيها اجتماع المكتب، وفي يوم غير يوم الأربعاء الذي يعقد فيه اجتماع مكتب الإرشاد الأسبوعي.

وحسب المصادر، فإن عاكف حاول خلال الفترة الماضية إشعار من حوله بأنه لايزال على اتصال بكافة القوى السياسية وأنه يدير شؤون الجماعة فعليا ويملك القرار، حيث التقى بعدد من قيادات الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ورئيس الحزب الناصري ضياء الدين داود ومؤسسي حزب الكرامة، في ظل انفراد الدكتور حبيب بالحديث باسم الجماعة في كافة المحافل والمؤتمرات، غير ان المصادر عادت لتقول إن الأمر قد لا يقف عند هذا الحد خاصة أن أبوالفتوح يعد إحدى الشخصيات التي لا تقبل بالهزيمة وأنه سوف يواجه عملية استبعاده رغم عدم إعلانه عنها، وهو ما ينذر بمواجهات أخرى داخل الجماعة.