اليمين واليسار المتطرف يحاولان فرض شروط تعجيزية على المغرب زيارة البرلمانيين الإسبان للصحراء موضوع مباحثات بين الرباط ومدريد

TT

اتحد اليمين الإسباني الممثل في الحزب الشعبي المعارض، واليسار بنزعاته الإقليمية والمتطرفة، على وضع شروط تعجيزية على المغرب، حتى يقبل زيارة الوفد البرلماني بالشكل الذي يريدونه، والذي من المفترض أن يضم اعضاء في مجلسي النواب والشيوخ. وتجري حاليا مفاوضات بين الحكومتين المغربية والاسبانية، بخصوص تحديد موعد زيارته للمحافظات الصحراوية، لمعاينة الاوضاع فيها، اثر التهويل والمبالغات الاعلامية، التي رافقت احداث الشغب التي وقعت هناك على يد مراهقين عاطلين عن العمل أو ناشطين محترفين معروفين بمساندتهم لأطروحة انفصال الصحراء عن المغرب، التي تتبناها جبهة البوليساريو.

ونسق اليمين واليسار على السواء، خطتهم لإرغام المغرب لقبول مطالب مستحيلة تمس سيادته، وتشكك في سلطته على المحافظات التي استرجعها عام 1975 . وأثيرت تلك الشروط التعجيزية اثناء مناقشة موضوع سفر البرلمانيين الاسبان، الى المحافظات الجنوبية المغربية، في غضون الأيام المقبلة، خلال الاجتماع الذي عقدته امس لجنة من مجلس النواب الاسباني، تضم الناطقين باسم الفرق الممثلة فيه.

وفيما لم يعترض رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وهو في نفس الوقت ممثل حزب «الوحدة والوئام» الكاتالاني، على مبدأ الزيارة، استجابة لمطلب عبر عنه المغرب، بشرط ان تشمل الزيارة من وجهة نظره التراب الصحراوي بالاساس، وان يتم الاتصال بالناشطين الصحراويين بمن فيهم المنتسبون لجبهة البوليساريو. غير ان المتحدث باسم الحزب، ترك الأمر معلقا حين قال «إن الموافقة النهائية متوقفة على طبيعة الزيارة».

يشار إلى أن حزب «الوحدة والوئام»، لا يتبنى مواقف معادية للمغرب، بصدد بعض القضايا العالقة بين البلدين الجارين، وكان زعيم الحزب السابق، جوردي بوجول، يجاهر بخلافه مع رئيس الحكومة السابق، خوسي ماريا اثنار، بخصوص اسلوب معالجة هذا الاخير، للمشاكل التي نشبت بين اسبانيا والمغرب، خلال توليه رئاسة الحكومة الاسبانية.

ويرى الحزب الكاتالاني كذلك، شرطا آخر لنجاح الزيارة، ألا وهو التنسيق بين وزارة الخارجية وبرلمان بلاده، إذ لا معنى في نظره للاستمرار في المناقشة، ما دامت طبيعة الزيارة غير محددة.

ووضع اليسار الموحد وحلفاؤه شروطاً، لا يحق للمغرب الاعتذار عن عدم قبولها، من بينهما أن ينضم الى الفريق البرلماني ممثلون عن بعثة الامم المتحدة، المشرفة على الاستفتاء في الصحراء (مينورسو)، وأن تتم زيارة كل المدن الصحراوية، والاتصال بالناشطين الصحراويين المؤيدين لجبهة البوليساريو، وكذا زيارة من سموهم «السجناء السياسيين» في معتقلات العيون، وان يتم كل هذا النشاط على مرأى ومسمع من وسائل الاعلام الاسبانية والدولية، اضافة الى احترام البرلمان الاسباني لما يعتقد اليسار، ان الشرعية الدولية التي بموجبها لا يعترف للمغرب بحقه في السيادة على المحافظات الصحراوية.

ويرفض اليسار ان تكون الزيارة موجهة، ومن وجهة نظره فإن المغرب لا يحبذ ان تتم الزيارة. واتخذ الحزب الشعبي المعارض نفس المواقف، ولكن بعبارات غامضة، فنوابه لا يمكن ان يشاركوا في الزيارة ما دامت هناك تحديدات، بخصوص اعداد البرلمانيين وهوياتهم والمناطق التي يزورونها. وتساءل ادواردو ثابلانا، الناطق باسم الحزب الشعبي: كيف يمكن الحديث عن علاقات جيدة بين اسبانيا والمغرب، في ظل وجود هذا النوع من المشاكل؟ مضيفا انه لا يوجد من يستطيع أن يفرض على البرلمان، كيف يجب أن يكون الفريق، في إشارة الى الحزب الاشتراكي العمالي، الذي ربط موقفه بالقرار الذي ستتخذه لجنة الناطقين باسم الاحزاب الممثلة في البرلمان، معبرا عن اقتناعه بأهمية الزيارة وفائدتها.

بالنسبة للسياسة الخارجية الاسبانية حيال المغرب، وكذلك بالنسبة لنزاع الصحراء.