بوش: لن نترك العراق للزرقاوي والشرق الأوسط لبن لادن

في خطاب ذكّر فيه الأميركيين بهجمات 11 سبتمبر وحثهم على الصمود في الحرب على الإرهاب

TT

رفض الرئيس الأميركي جورج بوش تحديد جدول زمني لانسحاب قوات بلاده من العراق، وطالب الشعب الأميركي بعدم الإنصات للدعوات في هذا الاتجاه، مذكرا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 الارهابية، معتبرا أن ما يجري في العراق جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب، كي لا تتعرض أميركا للهجمات مرة أخرى، ومشددا على عدم ترك العراق للاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي والشرق الاوسط لاسامة بن لادن. وقال بوش في خطاب ألقاه الليلة قبل الماضية في قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولينا: «إن الإرهابيين يمكن أن يقتلوا الأبرياء، ولكنهم لن يستطيعوا أن يوقفوا مسيرة الحرية، والطريق الوحيد لعدونا كي ينجح في مسعاه هو أن ننسى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأن نتخلى عن الشعب العراقي لاشخاص مثل الزرقاوي، ونترك مستقبل الشرق الأوسط لاشخاص مثل أسامة بن لادن. ومن أجل أمن وسلامة بلادنا فإن هذا لن يحدث أبدا أمام ناظري».

واضاف بوش قائلا «إن الإرهابيين الذين هاجمونا في الحادي عشر من سبتمبر، والإرهابيين الذين نواجههم اليوم، ما هم إلا قتلة باسم أيديولوجية شمولية تكره الحرية وترفض التسامح، وتحتقر كل المختلفين معها.. هدفهم هو إعادة تشكيل الشرق الأوسط على نفس صورتهم القمعية الاستبدادية المخيفة، عن طريق اسقاط الحكومات واخراجنا من المنطقة وتصدير الإرهاب.. ولتحقيق اهدافهم هذه فإنهم مستمرون في القتل في مدريد واسطنبول وجاكارتا والدار البيضاء والرياض وبالي وفي كل مكان».

وقال بوش في خطابه أمام ضباط وجنود في القاعدة الأميركية، التي تتدرب فيها عادة قوات العمليات الخاصة والقوات المنقولة جوا «إن الإرهابيين يعتقدون بأن المجتمعات الحرة فاسدة ومنحطة، ويعتقدون بأنهم بعدد من الضربات القوية يمكن أن يجبرونا على التراجع، ولذلك فهم مخطئون».

وتابع قائلا «بعد الحادي عشر من سبتمبر أعلنت تعهدي للأميركيين بان لا ننتظر حتى نتعرض للهجوم مرة أخرى، وسوف ندافع عن حريتنا وسوف ننقل المعركة إلى أرض العدو..». واعتبر بوش العراق أرضا للمعركة على الإرهاب، قائلا «إن كثيرا من الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في شوارع بغداد، هم من أتباع نفس الأيديولوجية القاتلة التي أزهقت أرواح مواطنينا في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا».

وشدد على أنه ليس هناك سوى أسلوب واحد للتعامل معهم وهو «إلحاق الهزيمة بهم في مكانهم قبل أن يهاجمونا في أرضنا». واستشهد بوش بما قاله القائد الميداني لقوات التحالف الجنرال جون فاينز، وهو أيضا قائد كبير في قاعدة فورت براغ، حيث قال قبل أيام «إما أن نتعامل مع الإرهابيين والمتطرفين في الخارج أو نتعامل معهم بعد أن يأتون إلينا». وتابع الرئيس الاميركي في خطابه قائلا «مهمتنا في العراق واضحة فنحن نطارد الإرهابيين ونساعد العراقيين على بناء دولة حرة حليفة في الحرب على الإرهاب. ونحن نعمل على تعزيز الحرية في الشرق الأوسط الأوسع، ونحن بذلك نزيح مصدر العنف وعدم الاستقرار ونهيئ قاعدة السلام لأطفالنا وأحفادنا».

وأقر بوش بصعوبة المهمة قائلا «إن العمل في العراق صعب وخطير، وأنا مثل كل الأميركيين أشاهد صور العنف والدماء. وكل صورة هي مرعبة بالفعل والمعاناة حقيقية..».

وتطرق الرئيس الأميركي إلى جسامة التضحيات التي تقدمها بلاده في العراق بالقول «وسط كل هذا العنف أعرف أن الأميركيين يتساءلون هل هناك ما يستحق كل هذه التضحيات؟ إنها تستحق وهي تضحيات حيوية لمستقبل وأمن بلادنا». وأكد بوش أن القوات الأميركية في العراق قتلت واعتقلت المئات من المقاتلين الأجانب الذين جاءوا من السعودية وسورية وإيران ومصر والسودان واليمن وليبيا وبلدان أخرى. وقال إنهم يعملون في إطار «قضية مشتركة مع عناصر القتلة والمتمردين في العراق وبقايا نظام صدام حسين، الذين يحاولون إحياء النظام القديم». وأضاف «إنهم يقاتلون لأنهم يعرفون أن بقاء أيديولوجية الكراهية التي يتبنونها، أصبحت في موضع رهان، ويعرفون أن الحرية وهي تغرس جذورها في العراق سوف تلهم الملايين في الشرق الأوسط للمطالبة بحريتهم أيضا».

ورأى بوش أن الشرق الأوسط عندما ينعم بالديمقراطية والرفاهية والأمل، فإن الإرهابيين سوف يخسرون كفلاءهم ويخسرون أملهم في تحويل المنطقة إلى قاعدة للهجوم على أميركا وحلفائها في العالم.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن هناك من يتساءل، هل العراق جبهة مركزية في الحرب على الإرهاب؟ وأجاب على هذا التساؤل بالقول: «نعم إنه لا يوجد أي جدل بين الإرهابيين في ذلك» وللتدليل على صحة رأيه اقتبس بوش من كلمات اسامة بن لادن «إن هذه هي حرب عالمية ثالثة يجري خوضها في العراق والعالم كله يشاهد هذه الحرب».

وقال بوش «إن الإرهابيين يعرفون جيدا إن نتيجة الحرب سوف تنتهي إما بنصرهم أو بهزيمتهم، ولذلك فهم يشنون حملة من القتل والتدمير بلا حدود، ويرغبون في إزهاق أرواح أكبر عدد من الأبرياء يستطيعون عليه».

واسرع كبار المسؤولين في المعارضة الديمقراطية على انتقاد خطاب بوش. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري رايد، ان «الاشارات العديدة التي استعان بها الرئيس حول 11 سبتمبر لم تظهر الطريق الذي يجب اتباعه، فهي لم تفعل الا تذكير الاميركيين بان عدونا الاخطر اسامة بن لادن ما زال فارا وان القاعدة ما زالت قادرة على الحاق اذى كبير بهذا البلد».

وقالت نظيرته في مجلس النواب نانسي بيلوسي ان «الرئيس فوت فرصة للتحدث بشكل واضح الى الاميركيين»، معتبرة ان الاشارات الخمس عن الاعتداءات على نيويورك وواشنطن ساهمت في «التركيز على ضعف حججه».

ومن ناحيته، قال المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي جون كيري ان «اميركا لا ينقصها العزم لربح هذه الحرب». مضيفا «لكن تنقصنا خطة واضحة».

وبالمقابل، اشاد زعماء الاغلبية الجمهورية بخطاب بوش وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب توم ديلاي «في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى الاولى للسيادة العراقية، يجب ان نتذكر ان 25 مليون شخص قد تحرروا ويستفيدون من الوعود بالحرية وتقرير المصير». واضاف «اسمي هذا اعجوبة انسانية. اشكر الرئيس على زعامته في قيادة هذه الحرب».