فرنسا: وفد كبير من السفراء والدبلوماسيين العرب يزور مدينة مرسيليا

TT

بعد زيارات سابقة شملت مدن ليون وستراسبورغ وليل، قام وفد من السفراء والدبلوماسيين العرب، يتقدمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي في فرنسا سفير الجزائر محمد الغوالمي بزيارة من يومين الى مدينة مرسيليا، ثاني المدن الفرنسية وبوابة فرنسا على المتوسط حيث تعيش جاليات جزائرية ومغربية وتونسية ولبنانية وسورية مهمة وفاعلة انسانيا واقتصاديا واجتماعيا.

وتعكس الزيارة الأخيرة ، كما الزيارات السابقة ، رغبة مجلس السفراء العرب في ألا ينحصر عملهم الدبلوماسي في تمثيل بلادهم في العاصمة بل الإطلالة منها على المناطق الفرنسية كافة والاتصال بالسلطات المحلية وبالجاليات العربية المنتشرة فيها.

وشارك في الزيارة الأخيرة ، الى جانب السفير الجزائري، سفراء ليبيا ولبنان وسورية والصومال والكويت وسفير الجامعة العربية في باريس وممثلون عن سفارات مصر والسعودية والمغرب وتونس والسودان وموريتانيا والإمارات ، إضافة الى عدد من القناصل العرب في مرسيليا.

والتقى الوفد الدبلوماسي العربي بعمدة مرسيليا الوزير السابق جان كلود غودان، وهو ينتمي الى الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الرئاسي ورئيس منطقة بروفانس آلب والشاطئ اللازوردي الوزير السابق ميشال فوزيل (اشتراكي) ورئيس منطقة مرسيليا ومحيطها، ووفد عن غرفة تجارة وصناعة مرسيليا وهيئة تحرير صحيفة «لا بروفانس» وهي الصحيفة الرئيسية في المنطقة. وأقام الوفد حفلا دعا اليه السلطات المحلية والجاليات العربية في مدينة مرسيليا ومنطقتها.

وفي الكلمات المختلفة التي ألقاها باسم الوفد العربي، شدد عميد السلك الدبلوماسي على عمق الروابط الإنسانية والتاريخية والاقتصادية الراهنة التي تشد مدينة مرسيليا الى البلدان العربية المتوسطية حيث 60 في المائة من المبادلات التجارية الفرنسية مع هذه البلدان تمر عبر مرفئها. غير أن السفير الجزائري اغتنم الفرصة أكثر من مرة للتأكيد على أمرين اساسيين يعيقان التفاعل والتقارب وإقامة علاقات اقوى: الأول يتمثل في تدني الاستثمارات الفرنسية والأوروبية في الدول العربية المتوسطية قياسا لما هو حاصل في بلدان أوروبا الشرقية. والثاني صعوبة حصول المواطنين العرب على تأشيرات دخول الى فرنسا.

وقال الغوالمي لدى استقبال فوزيل للوفد: «كلما انفتحت أبواب أوروبا لأعضاء جدد، اغلقت ابوابها بوجهنا وأصبحت علاقتها معنا مترددة. وفيما تطلب منا التعاون في مجالات محاربة الإرهاب والهجرة غير المشروعة، إلا أنها تفرض قيودا على مبادلاتنا معها فضلا عن k hjtأن اتفاقية التبادل الحلراتفاقيات أن اتفاقيات التبادل الحر معنا (2010 ـ 2012) تنص فقط على تنقل البضائع وليس الأشخاص».

بالإضافة الى ذلك، اعتبر الغوالمي أنه من المعيب ألا يكون لمسلمي مرسيليا ومنطقتها مسجدهم الكبير على غرار ما هو قائم في باريس وليون وستراسبورغ. ووعد المسؤولون الفرنسيون الوفد العربي بالعمل لتحقيق هذا المشروع. لكنهم نحوا باللائمة على انقسانات المسلمين أنفسهم التي تحول دون ذلك.