أبو مازن يستبق اجتماعات اللجنة المركزية لـ«فتح» في عمان بلقاء مع القدومي لحسم القضايا الخلافية وتقريب وجهات النظر

TT

اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في العاصمة الاردنية عمان امس مع رئيس حركة «فتح» رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي، وهو الاجتماع الثاني من نوعه منذ انتخاب ابو مازن رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيساً للسلطة الفلسطينية.

ويأتي هذا الاجتماع تمهيدا لاجتماعات اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي تبدأ اليوم في مقر المجلس الوطني الفلسطيني عمان. وهذه هي المرة الاولى التي تلتقي اللجنة المركزية بكامل اعضائها منذ اكثر من 8 سنوات، وهو اول اجتماع يعقد في عمان منذ مغادرة الفصائل الفلسطينية للاراضي الاردنية بعد حوادث سبتمبر (ايلول) عام 1970، واللجنة المركزية لحركة «فتح» هي اعلى هيئة قيادية في الحركة التي تعتبر كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتضم 19 عضوا اضافة الى عضوي احتياط، الا ان من سيشاركون في الاجتماع هم 15 عضوا فقط بسبب وفاة الآخرين.

وقالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في عمان ان اجتماع ابو مازن ـ القدومي يركز على تقريب وجهات النظر بين الرجلين ازاء مختلف القضايا المدرجة على جدول اعمال اجتماع اللجنة. واوضحت المصادر ان ابرز القضايا الخلافية تتمثل بمرجعية السفارات الفلسطينية في الخارج حيث يصر القدومي على ارتباط هذه السفارات بالدائرة السياسية التي يرأسها، فيما تصر السلطة الفلسطينية على ارتباط هذه السفارات بوزارة الشؤون الخارجية في السلطة التي يرأسها ناصر القدوة. وكان ابو مازن قد اجتمع مع القدومي في تونس في 31 مايو (ايار) الماضي بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة في لقاء وصف بـ«المصالحة التاريخية» بينهما. ولعب عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عزام الاحمد دوراً كبيراً في عقد الاجتماع الثاني بين عباس والقدومي حيث زار القاهرة قبل يومين واجتمع بالقدومي واتفق معه على عقد اجتماع مع ابو مازن لتقريب وجهات النظر بينهما وذلك عشية اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في العاصمة الاردنية. وكان ابو مازن يرافقه رئيس الوزراء احمد قريع (ابو علاء) قد وصل الى عمان امس فيما وصلها القدومي قادما من القاهرة. وتبدأ اللجنة المركزية اليوم ووسط تكتم شديد اجتماعاتها برئاسة القدومي. وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لفتح سليم الزعنون ان جدول اعمال المؤتمر حافل وستستمر مناقشاته لاكثر من يوم يصدر في نهايتها بيان ختامي.

ويشمل جدول الاعمال قضايا تتعلق بالوضع السياسي داخل اراضي السلطة وترتيب اوضاع الحركة خاصة استعدادا للانتخابات التشريعية.

واضاف الزعنون ان اللجنة ستعمل على ترتيب العلاقة بين وزير خارجية فلسطين القدومي ووزير الشؤون الخارجية في السلطة القدوة.

وحول الشواغر الستة الموجودة في اللجنة المركزية قال الزعنون «ان اللجنة ستبحث موضوع عقد المؤتمر العام السادس للحركة والذي ينتظر خلاله ان يجري انتخاب لجنة مركزية جديدة».

من جانبه قال المدير العام للمجلس الوطني عبد الرؤوف العلمي ان الاجتماع سيبحث تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية واعادة ترتيب البيت الفلسطيني كما سيبحث اعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني. واوضح العلمي لـ«الشرق الاوسط» ان اللجنة ستبحث تقليص عدد اعضاء المجلس الوطني الـ 736 عضواً الى النصف مع تمثيل الفلسطينيين في مختلف مناطق وجودهم، وأضاف انه سيتم التركيز ايضاً على انتخاب الاعضاء ان امكن. وأشار الى ان اللجنة المركزية ستبحث في اجتماعها كذلك موضوع اختيار نائب للرئيس الفلسطيني، موضحاً ان ابو مازن قدم مذكرة بهذا الخصوص من اجل ايجاد تشريع يسمح بإحداث مثل هذا المنصب. يذكر ان هناك خلافاً بين القيادات الفلسطينية حول تعيين نائب للرئيس اذ تطالب بعض هذه القيادات بتعيين نائب للرئيس باعتباره رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مرجعية جميع المؤسسات والهيئات الفلسطينية، في حين تطالب قيادات اخرى بتعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية. ومن المتوقع ان تنتخب اللجنة المركزية خلال اجتماعها المغلق القدومي نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ويرفض القدومي العودة للأراضي الفلسطينية ما دام الاحتلال الاسرائيلي قائماً إلا ان مصادر فلسطينية توقعت عودته بعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة واجزاء من الضفة الغربية خلال اغسطس (أب) المقبل.