المتهم الرئيسي في قضية التفجيرات الكيميائية في الأردن يعترف بتلقيه التعليمات من الزرقاوي

TT

عرض مدعي عام محكمة أمن الدولة في الاردن امس شريط فيديو يظهر اعترافات للمتهم الرئيسي في قضية التخطيط لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية على مبان حكومية تتضمن لقاءه بالمتشدد ابو مصعب الزرقاوي في العراق في فبراير (شباط) 2003.

وقال عزمي الجيوسي، زعيم «كتائب التوحيد»، في شريط الفيديو الذي مثل مسرح الجريمة امام محكمة أمن الدولة الاردنية في جلسة عقدتها امس لمواصلة النظر في قضية التنظيم الذي خطط لتفجير دائرة المخابرات الاردنية، انه التقى الزرقاوي في العراق بحضور موفق عدوان الذي التقاه الجيوسي في افغانستان.

وأشار الجيوسي الى أن الزرقاوي عرفه بشخص كردي من اصل سوري يدعى علي جبور وهو الوسيط بينه وبين ابو مصعب الزرقاوي لنقل كافة المعلومات اليه للقيام بتنفيذ عمليات عسكرية في الاردن. وقال ان الزرقاوي أبلغه من خلال هذا الوسيط ان الطريق ممهدة امامه لدخول الاردن حيث تم الترتيب مع صاحب صهريج لهذه الغاية علماً بأن الصهريج مزود بغرفة داخلية تحتوي على سرير.

وأضاف الجيوسي انه اختبأ تحت السرير وبحوزته مسدس مزود بكاتم صوت لتنفيذ اول عملية له في الاردن تتمثل في اغتيال مدعي عام محكمة الدولة محمود عبيدات وضابط في المخابرات الاردنية لم يعلن عن اسمه. وحسب الشريط فان الصهريج أدخل الى الاراضي الاردنية وكان الجيوسي بداخله ونزل منه في اول موقف بعد تجاوز الحدود الاردنية في منطقة الشويعر، واستقر بعد ذلك في سيارة بيكاب ووصل الى عمان في فبراير (شباط) 2003.

اما الهدف الثاني للجيوسي فكان قتل ضابط مخابرات لم يعلن عن اسمه في الشريط، إلا ان اوصافه تتمثل في انه صاحب عينين زرقاوين ويقود سيارة مرسيدس ويملك شقيقه مكتبة في منطقة الجبيهة.

وقال الجيوسي ان الزرقاوي ارسل له مبلغ 50 ألف دينار أردني (70 ألف دولار) على دفعات عبر الوسيط جبور الذي سلمه ايضاً مسدسين مزودين بكاتمي صوت وحقيبة تحتوي على خمس دوائر الكترونية وتفجير سريع وثلاث لفائف تفجير بطيء لاستخدامها في حال وجود حراسات مكثفة، وعدم تمكنه من الوصول الى مدعي عام محكمة امن الدولة، حيث يتم وضع حشوة تفجيرية. وقال ايضاً ان ضابطاً عراقياً قام بتوصيله لصاحب الصهريج على الحدود العراقية ـ الاردنية وذلك قبل عيد الاضحى عام 2003 بيومين وبعد ذلك دخل الحدود الاردنية.

وتم عرض الشريط من خلال الشاهد الرقيب محمد عطية من دائرة المخابرات العامة، حيث تم تصوير الشريط في عدة اماكن في عمان وإربد. وتواصل محكمة أمن الدولة النظر بقضية كتائب التوحيد يوم الاربعاء المقبل لسماع افادات دفاع المتهمين في هذه القضية.

وكان مدعي عام امن الدولة قد وجه في 17 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي سبع تهم الى 13 متهماً بينهم الزرقاوي، يحاكم تسعة منهم حضوريا. وفي حال ادانتهم يواجه المتهمون عقوبة الاعدام. ومن بين التهم «المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية» و«الانتساب لجمعية غير مشروعة اطلقت على نفسها اسم: كتائب التوحيد». كما تتضمن التهم «حيازة وتصنيع مواد مفرقعة بدون ترخيص لاستخدامها بصورة غير مشروعة، وحيازة اسلحة اوتوماتيكية ونارية» الى جانب «إخفاء شخص ومساعدته على التواري من وجه العدالة» ومحاولة اغتيال مدعي عام امن الدولة. وكان الاردن اعلن في 26 ابريل(نيسان) 2004 احباط محاولة لشن هجوم كيميائي كان سيؤدي حسب عمان، الى قتل عشرات الآلاف من الاشخاص.وفر الزرقاوي (اسمه الحقيقي احمد فضيل الخلايلة) من الاردن في 1999. ورصد الاميركيون مكافأة مالية مقدارها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله. وقد صدر حكم في الاردن بسجن الزرقاوي لمدة 15 عاما سنة 2000، كما صدر بحقه حكم بالاعدام في السادس من ابريل (نيسان) 2002، لتورطه في اغتيال دبلوماسي اميركي. كما اصدرت محكمة امن الدولة قبل شهر واحد حكما غيابيا بسجن الزرقاوي 15 عاما بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات بينها اعتداء على السفارة الاردنية في العراق.