ملفات صعبة في انتظار الرئاسة البريطانية المقبلة للاتحاد الأوروبي

المفوضية تتبنى إطارا للتفاوض مع أنقرة

TT

تبنت المفوضية الأوروبية في بروكسل امس إطاراً للتفاوض حول انضمام تركيا الى المجموعة الاوروبية الموحدة، وهي المفاوضات المقررة في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وفي غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن على الاتحاد ان يثبت انه ليس ناديا مسيحيا بموافقته على انضمام تركيا. وجاء ذلك في ما تستعد بريطانيا لتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي غدا الجمعة من لوكسمبورغ التي وافق برلمانها على الدستور الاوروبي ليل الثلاثاء ـ الاربعاء.

وتعتبر تلك هي الخطوة قبل الاخيرة للتصديق على الدستور الذي اعتمده قادة اوروبا في نهاية اكتوبر من العام الماضي في روما ويتضمن بنودا لتسيير امور المجموعة الاوروبية الموحدة في المجالات المختلفة بعد اتمام عملية توسيع الاتحاد التي بدأت في مايو (ايار) من العام الماضي بانضمام عشرة دول من وسط اوروبا وشرقها.

وكانت حكومة لوكسمبورغ قد قررت اجراء الاستفتاء الشعبي في موعده بالرغم من القرار الصادر عن القمة الاخيرة ببروكسل منتصف الشهر الجاري والتي سمحت للدول الاعضاء بتأجيل عملية التصديق على الدستور الاوروبي واعطاء كل دولة الحق في اختيار الموعد المناسب لظروفها وذلك لتفادي اي انتكاسة جديدة للمشروع الاوروبي الوحدوي بعد الضربة الموجعة التي تلقاها الاتحاد الاوروبي وتمثلت في رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور في استفتاءين منفصلين نهاية مايو الماضي ومطلع يونيو الجاري. وتنتهي اليوم فترة رئاسة لوكسمبورغ للاتحاد الاوروبي والتي استغرقت ستة أشهر، وتنتقل الرئاسة ابتداء من غد الجمعة الى بريطانيا وتستمر حتى نهاية العام الحالي. وتنتقل معها مسؤولية عدد من الملفات الصعبة التي تحتاج الى جهود الرئاسة الجديدة للاتحاد لإيجاد تسوية لها وفي مقدمها الخلاف بين الدول الأعضاء بشأن اعتماد الموازنة العامة للاتحاد للفترة من 2007 الى 2013 ، وهو الخلاف الذي تسبب في افشال قمة بروكسل الاخيرة، خصوصاً ان العديد من الدول الاعضاء اتهمت بريطانيا بأنها وراء افشال القمة، ولهذا ستكون مهمة لندن صعبة للغاية في تجاوز تلك الخلافات ما لم تقدم تنازلات من شأنها ان تساعد في ترطيب الاجواء التي افسدتها خلافات القمة.

ومن بين الملفات التي تواجه الرئاسة البريطانية قضية مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد، وازالة نقاط الخلاف بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالمجالات التجارية والأمنية، اضافة الى ملف رفع حظر بيع السلاح الاوروبي الى الصين والعلاقات مع روسيا وإتمام عملية انضمام كل من بلغاريا ورومانيا الى الاتحاد الاوروبي، والنظر في طلبات ممائلة من دول مثل كرواتيا ودول اخرى في البلقان والقوقاز.

وأعلنت اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي أمس انها تسعى الى ضم تركيا للاتحاد لكن ليس قبل عام 2014، وذلك بعدما تبنت اطاراً للتفاوض على محادثات الانضمام مع أنقرة المقرر ان تبدأ في اكتوبر المقبل. وجاء في الوثيقة ان «المفاوضات ستستند الى أهلية تركيا والى التقدم الذي تحرزه في تنفيذ متطلبات الانضمام الى العضوية». واعتبرت «ان الهدف المشترك للمفاوضات هو الانضمام للعضوية». وفي انقرة (أ.ف.ب)، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الاتحاد الاوروبي يجب ان يثبت انه ليس اتحادا يجمع فقط الدول المسيحية، اي «ناد مسيحي» وذلك بانفتاحه على تركيا المسلمة لكن العلمانية. وصرح اردوغان مساء الثلاثاء في منتدى نظمته في ابانت (شمال غرب) مديرية الشؤون الدينية «اذا كانت الدول الاوروبية حقا مقتنعة بان الاتحاد الاوروبي ليس ناديا مسيحيا فعليها ان تعمل على ان تنضم اليها تركيا». وزاد «عندما توافقون على انضمام تركيا الى صفوفكم، سيثبت الاتحاد الاوروبي انه ليس اتحادا مخصصا فقط للدول المسيحية».