ألمانيا: البرلمان يحدد مصير حكومة شرودر غدا

المستشار يأمل في حجب الثقة كي يجري انتخابات مبكرة

TT

يحدد البرلمان الألماني (البوندستاج) غداً الجمعة مصير حكومة المستشار جيرهارد شرودر لدى اقتراع اعضائه على تجديد الثقة بها أو حجبها عنها، ويمهد الطريق بالتالي أمام انتخابات نيابية مبكرة تجرى قبل نهاية السنة بدلا من موعدها المحدد في خريف العام المقبل.

وكان المستشار الألماني قد سلم طلب التصويت على الثقة إلى رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ تيرزة قبل ساعات من زيارته إلى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش. ويأمل المستشار بأن يسحب البرلمان الثقة من حكومته ليمهد إلى انتخابات مبكرة قد تمنحه فرصة الفوز مجدداً، بالرغم من ان استطلاعات الرأي ترجح فوز المحافظين بزعامة انجيلا ميركل. وتنص الفقرة 68 من الدستور الألماني على حق رئيس الحكومة في طرح «الثقة» على البرلمان الألماني كإجراء قد يمهد لحل البرلمان واعلان موعد جديد للانتخابات النيابية العامة. ويمكن لرئيس الجمهورية، بحسب نص الدستور، أن يعلن حل البرلمان وأن يدعو إلى انتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر في حال فشل الحكومة في الحصول على ثقة غالبية النواب، لكن يتعين على المستشار أيضا أن يقنع محكمة الدستور الاتحادية بمبررات طرح الثقة على البرلمان. وتطالب محكمة الدستور بوجود «أزمة حقيقة» تبرر طرح الثقة، أو فقدان التحالف الحكومي لاغلبيته البرلمانية أو ضعف قدرة الحكومة أو شللها في تصريف الحكم. وبرر شرودر أمس طلبه طرح الثقة على أساس ضعف قدرته على تصريف أمور الحكم، ويعود ذلك بحسب تقديره، إلى خروج المنشقين عن كتلته البرلمانية، وفقدانه الأغلبية الضرورية في المجلس الاتحادي (البوندسرات). وفي حين اشرت مجلة «دير شبيغل» عن تفضيل واشنطن حكومة جديدة تقودها ميركل على حكومة شرودر التي وقفت ضد الحرب على العراق، قال شتيفان سابو، استاذ الدراسات الأوروبية في جامعة جون هوبكنز، للمجلة نفسها «إن شرودر ليس بطة مشلولة، وإنما بطة ميتة».

في غضون ذلك، شهد الحزب الديمقراطي الاشتراكي تسرب المزيد من كوادره إلى حزب «اليسار الجديد» الذي يقوده زعيم الحزب السابق أوسكار لافونتين. وبعد خروج 11 نائبا اشتراكيا على اجماع كتلهم البرلمانية لصالح «اليسار الجديد» في الأشهر الماضية، أعلن زعيم الحزب السابق في ولاية بادن فورتمبيرغ استقالته من الحزب وانضمامه إلى «المنشقين». كما أعلن البروفيسور حقي كسكين، رئيس الجالية التركية، استقالته من الحزب، لكنه أبقى خيار انضمامه لحزب «اليسار الجديد» مفتوحا، ومعروف أن معظم أبناء الجالية التركية يصوتون للحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر.