البحرين: النيابة العامة تفرج بكفالة عن عالم دين أرسل رسالة تهديد لرئيس تحرير صحيفة «الأيام»

تداعيات الرسم الكاريكاتيري عن مرشد الثورة الإيراني تتفاعل

TT

في تطور جديد لتداعيات الرسم الكاريكاتيري الذي أثار شيعة البحرين، أفرجت النيابة العامة البحرينية أمس عن عالم الدين الشيعي عقيل الموسوي بكفالة مادية بلغت 100 دينار بحريني (375 دولارا أميركيا)، وذلك على خلفية ارساله رسالة لرئيس تحرير صحيفة «الأيام» البحرينية عيسى الشايجي اعتبرها الأخير «تهديدا مكتوبا»، وجاء في الرسالة التي نشرتها «الأيام» على صفحتها الأولى أمس «أتصور ان لغة المنطق والحوار لا تجدي? ?معك?..?انتظر الغضب الشعبي? ?وانتظر عقوبة الشعب لك ولامثالك من الخونة?».? وقال الشايجي لـ«الشرق الأوسط» إنه التقى بالموسوي خلال الاعتصام الذي حدث أمس الأول أمام الصحيفة «واستقبلته في مكتبي وأوضحت له أن الكاريكاتير لا يمس مرشد الثورة الايراني كما يعتقد»، مؤكدا أن الصحيفة نشرت توضيحا بذلك قبل الاعتصام. وقال الشايجي إنه توقع أن الأمر انتهى بعد ذلك اللقاء «ولكن الموسوي عاد (الاربعاء) ليطلب لقائي، ونظرا لانشغالي باجتماع الجمعية العمومية طلبت منه الانتظار قليلا، لكنه طلب ورقة وقلما من موظف الاستقبال ليكتب رسالته التهديدية مذيلة بتوقيعه ورقم هاتفه». وأكد الشايجي أنه تقدم ببلاغ للنيابة العامة لأن الرسالة تتضمن مخالفة قانونية «ونحن في دولة قانون وليست غابة»، معتبرا الأسلوب المستخدم في طريقة الاحتجاج غريبا على أبناء البحرين ولا يمثل أسلوبا حضاريا في كيفية الاحتجاج.

من جهته، أكد الموسوي لـ«الشرق الأوسط» بعيد الافراج عنه بكفالة مادية، انه بالفعل أرسل الرسالة موضع التهمة إلى رئيس تحرير «الأيام» إلا أن الموسوي نفى أن يكون المقصود بعبارة «الغضب الشعبي» التي تضمنتها رسالته أي معنى للتهديد بالاعتداء على الشايجي، مشيرا إلى أن «المدعي رفض لغة الحوار والمنطق لذا آثرت تحذيره من مغبة الاستمرار في العناد وعدم الاعتذار عما ألحق بالطائفة الشيعية بسبب نشر ذلك الكاريكاتير». وقال الموسوي إن رسالته كان فحواها التحذير من المساس بالمرجعية الشيعية وما تؤدي إلى فتنة طائفية. ووفقا للموسوي فإن الشايجي رفض أية تهدئة للقضية وأصر على تصعيدها بعدم الاعتذار.

واعتبرت مجموعة من المواطنين من الطائفة الشيعية نشر الصحيفة الرسم الكاريكاتيري للرسام البحريني خالد الهاشمي على الصفحة الأخيرة الأثنين الماضي مساسا بمرشد الثورة الايراني آية الله علي خامنئي. وبالرغم من أن الصحيفة بادرت إلى نشر توضيح بمكان بارز في الصفحة الأخيرة في اليوم التالي لنشر الكاريكاتير، وإشارتها إلى أن الرسم ليس المقصود به أية اساءة للرموز وإنما يقصد به دعم المرشد الايراني للمحافظين في معركة الرئاسة الايرانية الأخيرة، فإن ذلك التوضيح لم يكن كافيا، اذ أصدرت عدة جمعيات دينية وسياسية شيعية بيانات استنكار، كما أصدر المجلس الاسلامي العلمائي، الذي يضم أبرز المرجعيات الشيعية في البحرين، بيانا استنكر فيه الكاريكاتير وطالب بمقاطعة جريدة «الأيام» ثلاثة أشهر، في حين قام متظاهرون باعتصام سلمي أمام مبنى الصحيفة احتجاجا على الكاريكاتير حملوا فيه صورا للمرجعيات الشيعية وكذلك صورا لخامنئي، وأكدوا ولاءهم للمرجعيات الشيعية ورفضهم للمساس بها بأية صورة كانت.