«تايم» توافق على كشف مصادرها في قضية عميلة «سي. آي. إيه»

بعد إمهال القاضي صحافيين يواجهان السجن

TT

واشنطن ـ وكالات الانباء: اعلنت مجلة «تايم» الاميركية امس موافقتها على تسليم القضاء مذكرات مراسلها حول قضية هوية احد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) واعربت في الوقت نفسه عن قلقها من القيود الجديدة المفروضة على حرية الصحافة.

وجاء ذلك بعد يوم على امهال قاض فيدرالي، مات كوبر الصحافي بمجلة «تايم»، وزميلته جوديت ميلر الصحافية من «نيويورك تايمز»، اسبوعا واحدا لكشف مصادرهما في تحقيق يطال البيت الابيض.

واوضح رئيس تحرير مجلة «تايم» نورمن بيرلستاين في بيان: «نعتقد ان قرارنا تقديم الوثائق المطلوبة للمدعي الخاص سيجنب مات كوبر ضرورة الادلاء بشهادته ويلغي اي مبرر لايداعه السجن في كل الاحوال».

وكانت المحكمة العليا الاميركية رفضت يوم الاثنين الماضي النظر في هذه القضية. وقال نورمن بيرلستاين: «برفضها مراجعة القضايا المهمة التي يطرحها هذا الوضع، نعتقد ان المحكمة العليا فرضت قيودا على حرية الصحافة». وكان الصحافيان قد حكم عليهما في اكتوبر (تشرين الاول) 2004 بالسجن 18 شهراً بعد ادانتهما بعرقلة عمل القضاء لانهما رفض كشف مصادرهما في القضية.

ويهدف التحقيق الذي طلب فيه من الصحافيين ان يكشفا مصادرهما، الى معرفة ما اذا كان احد المسؤولين في البيت الابيض سرب لوسائل الاعلام ان فاليري بلايم زوجة السفير السابق جوزيف ولسون تعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه). ويعتبر كشف هوية احد عناصر الاستخبارات عملا جنائيا في الولايات المتحدة. وقال ولسون ان تسريب هذه المعلومة يهدف الى معاقبته لتشكيكه علنا في صحيفة «نيويورك تايمز» في يوليو (تموز) 2003 بتاكيدات الرئيس جورج بوش ان صدام حسين سعى الى الحصول على اليورانيوم في النيجر. ولم تكتب ميلر اي مقال عن هذه القضية لكنها اجرت مقابلات في هذا الشأن، بينما نشر كوبر مقالا حول هذا الوضوع في مجلة «تايم».

واعترف القاضي هوغان اول من امس بان قضيتهما تمثل «نزاعا بين قيم مخالفة للدستور»، لكنه اوضح ان الصحافيين استنفدا كل فرصهما لنقض الحكم. واضاف ان «المحكمة تتخذ قرارات يجب ان تحترم اذا كنا في مجتمع مدني» . وغادرت ميلر اول من امس المحكمة مع محاميها بدون ان تدلي باي تصريح بينما اكد محاميها خلال الجلسة انها لن تدلي بشهادتها رغم تهديدها بالسجن. اما ماثيو كوبر فقد قال انه «يفضل» الا تسلم المجلة التي يعمل فيها الوثائق التي تطلبها المحكمة لكنه اكد ان المجلة «دعمته حتى النهاية» وان قرار الامتثال لطلبات القضاء بعد استنفاد كل الفرص سيكون مع ذلك مشرفا.