الزرقاوي يتحدث في شريط فيديو مدته 46 دقيقة ويضم مقاطع لأكثر العمليات دموية في العراق

TT

بث تنظيم «القاعدة» في العراق، بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، أمس، على مواقع أصولية، شريط فيديو، مدته 46.30 دقيقة، ويضم مشاهد عنف تظهر مقاتلين من شتى انحاء الدول العربية، وهم ينفذون هجمات انتحارية في العراق. ولا يتضمن الشريط موسيقى تصويرية، بل أناشيد ولغة تحريضية بصوت الزرقاوي، المطلوب الأول أميركياً في العراق.

ويظهر شريط الفيديو مشاهد هستيرية لانتحاريين يعدون لعملياتهم، ويودعون بعضهم البعض، قبل أن يصعدوا الى مركبات، ويفجروا أنفسهم في عمليات، غالبا ما تسفر عن مقتل عشرات المدنيين العراقيين. ويلقي الشريط الضوء على عمليات نفذت في تلعفر واليوسفي وبغداد والرمادي والموصل والناصرية وسامراء. وفي الشريط، يتحدث الزرقاوي تزامناً مع عرض صور لعمليات في الشيشان وفلسطين والبوسنة.

ويبدأ الشريط، الذي يحمل عنوان «ليكون الدين كله لله»، بمقاطع لأسامة بن لادن، مأخوذة من شريط سابق تظهره وهو يتجول بين الجبال، ويتحدث عن حكومة إياد علاوي (رئيس الوزراء العراقي السابق) والحرب الأميركية في العراق.

ويتحدث الزرقاوي، الذي رصدت واشنطن 25 ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه، على ايقاع مشاهد دموية، عن فشل التقنية الأميركية المتطورة في انقاذ الجنود الأميركيين في العراق. ويتحدث ايضاً عن صور من فضيحة سجن ابو غريب.

ويتضمن الشريط أناشيد وقت عرض صور للعمليات الانتحارية، يقول بعضها: «في سبيل الله نمضي، نبتغي رفع اللواء»، و«نحن للدين حصن ولترق منا الدماء».

وتحدثت في الشريط سيدة عراقية، بدون أن تظهر ملامحها، عما تعرضت له في الفلوجة وفقدانها لأبنائها ومنزلها.

وقال الزرقاوي: «لقد توغلوا فينا، ورقصوا على جراحنا. لقد امتزجت دماء مسلمين من بلاد الرافدين مع دماء إخوانهم المسلمين من كافة البلدان».

ويظهر في الشريط مقاتلون يضعون على رؤوسهم أغطية، ويمسكون بقذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف في الصحراء، اضافة الى مقاطع لمداهمة منازل عراقية على ايدي جنود أميركيين.

ويظهر في الشريط مبنى الأمم المتحدة في العراق، الذي دمره مقاتلون. كما تظهر بعض اللقطات، انفجارات وخرائط وأهدافا.

ويتطرق الزرقاوي إلى تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية، الذي تحدثت فيه عن حالات تعذيب في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين. ويظهر الشريط أيضا اعترافات ضابط تابع لوزارة الداخلية العراقية، يحتجزه تنظيم الزرقاوي، وهو يدعو زملاءه للانضمام الى المقاومة العراقية.

وعلق اسلاميون في لندن على الشريط بالقول، إن هذا الشريط الجديد، يؤكد نجاح «القاعدة» في الاعلام المرئي، وان اشرطتهم ما زالت تسمع، وان الحرب ليست على الارض فقط. وقال الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدرسات بلندن، ان هذا الشريط رسالة تحريضية الى الامة كلها، بالتأكيد على أنها في «مواجهة حرب صليبية كبرى». ويشير الى أن الزرقاوي اراد ان يقول لاتباعه، إن «الكفر ملة واحدة»، بدليل انه تعرض لعمليات «القاعدة» في افغانستان والشيشان والبوسنة.

من ناحية أخرى، بثت مواقع أصولية أمس كتاباً جديداً عنوانه: «ماذا نُقاتلُ؟ ونُقاتلُ مَنْ؟»، من اعداد «الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين». والكتاب من تأليف أبو حمزة البغدادي عضو الهيئة الشرعية، وهو مكون من 46 صفحة، ويتحدث عن اسباب القتال الدائر في العراق، وعن «موالاة اهل الفتنة والكفار، وجهاد الدفع وجهاد الطلب». كما يتطرق الكتاب الى موقف تنظيم الزرقاوي من الديمقراطية، اذ اعتبرها «شركا».