قصة غامضة لـ«أصولي» مصري «مات بالعراق» ثم علمت أسرته أنه معتقل في مصر

بدأت من السعودية وانتهت بالقاهرة مرورا بسورية

TT

قصة غامضة لمصري تعتبره أجهزة الأمن اصوليا... ففي البداية علمت أسرته التي تعيش في منطقة امبابة ، بمحافظة الجيزة ، أنه لقي حتفه بعد انضمامه للمسلحين العراقيين منطلقا من سورية التي توجه إليها في 13 أبريل (نيسان) 2004 . وتلقت أسرته العزاء فيه. غير أنه ظهرت معلومات جديدة لأسرة علي حسين علي، 37 عاما ، تؤكد انه ما زال على قيد الحياة ، وأنه الآن في قبضة أحد الأجهزة الأمنية المصرية التي تحقق معه للاشتباه في علاقته بتنظيمات أصولية في العراق، خاصة أنه تواجد في سورية قبل إلقاء القبض عليه .

وتبدأ قصة حسين علي ، وهو متزوج بسيدتين ويعول ثمانية أطفال فضلا عن أمه ووالده القعيد وثلاثة من أشقائه ، بنتان وولد.

فقد ظل يعمل في المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد على 13 عاما، تعود خلالها أن يرجع لاهله كل عام مرة. ولم ينتم حسين على إلى تنظيم أصولي مصري ، ولم يكن ضمن المطلوبين للأجهزة الأمنية المصرية. لكنه كان ملتحيا. وأكدت أسرته لـ «الشرق الأوسط» أنه لم يكن له أي نشاط سياسي ولم يسبق ملاحقته أو حتى سؤاله من قبل الأجهزة الأمنية .

ولكن في 13 أبريل (نيسان) 2004 ، أبلغ حسين علي أسرته بأنه سوف يتوجه للعمل في سورية بعد أن تقابل مع أحد الأشخاص لإنجاز أعمال له خاصة بحسابات واعمال في سورية. ولم تعرف أسرة حسين على اسم هذا الشخص أو جنسيته.

وتقول والدته ، السيدة فوزية شريف ، 55 عاما، إن ابنها اتصل بالأسرة بعد وصوله لسورية. وطمأنها عليه واستمر اتصاله لمدة تزيد على عشرة أيام بعد وصوله لسورية. واخبرهم خلالها انه بصحة جيدة. ولكن فجأة انقطعت أخباره عن الأسرة وشعرت أسرته بالقلق.

وقالت أخته الصغرى، شيرين، 25 عاما، إنها قامت بإجراء اتصال على ذات الهاتف الذي كان يستخدمه شقيقها للاتصال بهم من سورية للاطمئنان عليه. ولكن رد عليها شخص آخر. فسألوه عن حسين على، فاجأب انه لا يعرف عنه شيئا ولكنه سوف يتصل أحد به ليطمئنهم عليه.

وبالفعل تلقت الأسرة اتصالا بعدها بيومين ولكنه من شخص آخر قال انه من الكويت. غير أنه كان يتصل من سورية واسمه عبد الرحمن وظهر من الرقم الذي ظهر على التليفون والذي تحتفظ الأسرة به أن الكود من الكويت. وفاجأ هذا الشخص أسرة حسين على بأن ابنهم قتل في العراق. وانه ذهب للجهاد هناك وشارك في عدة عمليات. وقال لهم إن حسين على كان يعد من الاخوة المهمين في الجهاد بالعراق. وصدقت الأسرة هذه الرواية ، خاصة أن الاتصالات بشقيقهم انقطعت مدة تزيد في حينها على الشهرين. وقبلت الاسرة بالأمر الواقع وتعايشت معه.

واستمرت الأسرة على هذا الحال. لكنها أجرت اتصالات بمسؤولين مصريين وبعض المحامين وعلي رأسهم منتصر الزيات مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين لتفاجأ الاسرة بأنه يخبرهم أن ابنهم ما زال على قيد الحياة، وانه يوجد لدى أحد الأجهزة الأمنية المصرية التي تحقق معه، وبأنه موجود في مصر منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولكن أسرته فشلت حتى الآن في مقابلة ابنها في السجن لتتأكد من وجوده على قيد الحياة ، الأمر يزيد من شكوكها، كما تقول، حول مصيره وترغب في رؤيته حتى تقطع شكها باليقين.